أكد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تمسك الجزائر بمشروع بناء صرح المغرب العربي، عازيا ذلك إلى "الوفاء لتلك القيم السامية التي جمعت دول المغرب العربي خلال مكافحته للاستعمار وهى قيم الحق و الحرية و الوحدة و التقدم المشترك". جاء ذلك في رسالة وجهها بوتفليقة اليوم الخميس إلى الشعب الجزائري بمناسبة إحياء ذكرى اليوم الوطني للمجاهد، وتلاها نيابة عنه وزير الثقافة عز الدين ميهوبي خلال الملتقى الوطني حول دور الحركة الإصلاحية فى ثورة التحرير. ودعا بوتفليقة الشعب الجزائري إلى توحيد الصف الوطني لمواجهة مخاطر الإرهاب "المدمر والهمجي الذي لا يعرف حدودا ولا أوطانا"، داعيا أيضا الجزائريين إلى الوقوف صفا واحدا في وجه التخلف والإحباط والتشكيك واليأس. كما دعا إلى "تفويت الفرصة على كل المتربصين باستقرار البلاد والدفع بها نحو المجهول"، مطالبا بالتمسك بقيم الدين الإسلامي "السمح". وقد بعث الرئيس الجزائري بهذه المناسبة برقية تهنئة إلى ملك المغرب محمد السادس بمناسبة الذكرى المزدوجة لعيد ميلاده وعيد ثورة الملك والشعب، أكد له فيها حرصه على تعزيز علاقات "الأخوة والتضامن القائمة بين الشعبين الشقيقين بما يحقق لهما المزيد من التقدم والازدهار"، ومعربا عن أمله في المزيد من التقدم والاستقرار للمملكة المغربية. وتحيي الجزائر اليوم الذكرى المزدوجة ليوم المجاهد لهجوم الشمال القسنطيني في 20 أغسطس 1955 ومؤتمر الصومام في اليوم ذاته من عام 1956، ففى صيف 1955، كانت الثورة الجزائرية قد بدأت المرحلة الأولى في مسيرتها ضد الاحتلال الفرنسي، حيث عملت جبهة التحرير الوطني داخليا على توعية الجماهير وتنظيمها، فيما سجلت القضية الجزائرية على الصعيد الخارجي حضورها رسميا لأول مرة بالمحافل الدولية في مؤتمر باندونج في شهر أبريل 1955، وكان ذلك أول انتصار لدبلوماسية الثورة الجزائرية. وفي أغسطس 1956، انعقد مؤتمر الصومال الذي وضع تنظيما محكما للثورة التحريرية من خلال تزويدها بالعديد من المؤسسات السياسية والعسكرية التي أمنت استمرار الثورة لتحقيق هدف الاستقلال، وكان من نتائج هذا المؤتمر، ميلاد لجنة التنفيذ والتنسيق والمجلس الوطني للثورة.