حذر الدكتور محمود الشربيني أستاذ العناية المركزة وطب الحالات الحرجة, وعضو الجمعية الأمريكية من الإصابة بضربات الشمس , مشيرا إلى أنها يمكن أن تحدث لأي شخص يظل في طقس شديد الحرارة ورطب لفترة طويلة , وانه على الرغم من وجود أعراض كثيرة تدل على إصابة الشخص بضربة الشمس إلا أنها قد تظهر بصورة فجائية حيث يفقد الشخص وعيه دون سابق إنذار وفى حالة الوصول إلى درجة الدوار أو فقدان الوعى يجب ملاحظة قلة العرق الذي يشير إلى احتياج الجسم للسوائل و التوجه فورا إلى اقرب مستشفى حميات . وقال الشربيني -في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط – اليوم الخميس , انه مع استمرار موجة الحر الشديدة التي تشهدها مصر حاليا وارتفاع درجتي الحرارة والرطوبة منذ فترة طويلة , فإن الوقاية من ضربة الشمس تحتاج إلى رفع الوعى المجتمعي بها , واستمرار التأكيد على تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة , والإكثار من شرب الماء أو السوائل بكميات كافية وعدم التواجد في أماكن سيئة التهوية , وارتداء الملابس الفضفاضة , و الراحة في مكان ظليل جيد التهوية عند الشعور بالتعب أو الاجهاد , وتعريض الجسم لوسائل التبريد والاستحمام يوميا بماء فاتر . وأكد مجددا في تصريحه أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بضربة الشمس هم الرضع وصغار الأطفال وكبار السن "اكثر من 65 سنة ", والمرضى المعرضون للتشنجات العصبية والذين يعانون أمراضا مزمنة خاصة أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم , مشيرا إلى أن أهم عامل يجب الاعتماد عليه لتصنيف الإصابة بضربة الشمس هو فصل الصيف, فغالبية ضربات الشمس تحدث في هذا الفصل . وأوضح أن أعراضها الفسيولوجية تتمثل في ارتفاع درجة حرارة الجسم واحمرار الوجه وجفاف الجلد والتهاب العين , والضعف العام والشعور بالتعب والإجهاد والإعياء ودوار يصاحبه صداع , وقئ وهذيان وارتفاع في ضغط الدم , والشعور بالتشنجات والتقلصات العضلية والإصابة بالتعرق والعطش الشديدين , وتسارع نبضات القلب مع تنفس غير طبيعي وأخيرا فقدان الوعى . وذكر أن هناك بعض الإسعافات الأولية البسيطة التي يمكن من خلالها إنقاذ حياة المصاب بضربة الشمس , لافتا إلى أهمية طلب المساعدة الفورية إذا لم يستجب المصاب لهذه الإسعافات , وإلى أن تأتى هذه المساعدة يجب وضع المصاب في وضعية معينة, بعد وضعه على هيئة الاستلقاء ورفع احد يديه على شكل زاوية قائمة, والثانية تحت خده , وثنى احد الركبتين ورفع الثانية . وأوضح الشربيني أن الإسعافات الأولية التي يمكن لأي شخص عملها لإنقاذ المصاب بضربة شمس تتمثل في مساعدة للاستلقاء على ظهره في غرفة باردة فيها مكيف للهواء أو في مكان فيه ظليل , وتخفيف ملابسه لتخفيف الضغط الذي يشعر به المصاب , وعمل كمادات للمصاب بمياه فاترة باستخدام إسفنجة أو منشفة صغيرة ولفها حول الرقبة بلطف أو على الإبطين , وتعريضه لهواء مروحة خفيف مما يساعد على تبخر الماء الناتج عن الكمادات وشرب الماء.