حوادث قتل المبتعثين السعوديين.. تعددت الأسباب والمصير واحد

لقي العديد من المبتعثين السعوديين إلى الخارج ، مصرعهم في حوادث قتل أختلفت أسبابها ، فقبل يومين تحديداً في 8 أغسطس الجاري، أعلن عن مقتل الطالب السعودي ريان إبراهيم بابا (23 عاماً) في الولايات المتحدة ، بأربع طلقات باستخدام سلاح ناري من أشخاص مجهولين، بعد العثور على جثته ، بالقرب من أحد مواقف السيارات.
ظروف غامضة
ولم يكن الطالب ريان على دراية بأن دراسته لتخصص الهندسة الكهربائية ستكون قاسماً مشتركاً بينه وبين زملاء آخرين فقدوا في أمريكا وقتل بعضهم في ظروف غامضة، الأمر الذي يثير تساؤلات عدة، إلا أن الملحق الثقافي في واشنطن الدكتور محمد العيسى أكد لجريدة "الحياة" أن الأمر لا يعدو كونه محض صدفة.
وذكر مقرّبون أن ريان انتقل قبل نصف عام، من ولاية أريجون غرب أمريكا، متجهاً للسكن في ولاية كانساس من أجل الدراسة في جامعة ويتشيتا، وكان من المقلّين بالتواصل مع زملائه، إذ كان يمضي معظم وقته في الدراسة، وأكدوا أن جامعة ويتشيتا أعلنت يوم السبت نبأ الوفاة، وبدورها تتابع ملف التحقيقات مع الأجهزة الأمنية في القضية.
وأكد الدكتور محمد العيسى أن المعلومات لم تكتمل لديهم حول الحادثة حتى الآن، لافتاً أنه لا يمكن الجزم فعلياً بأن مقتل السعودي ريان ، مشيراً إلى أنه تم رفع الأمر إلى السفارة السعودية في واشنطن، التي بدورها قامت بتوكيل محام لمتابعة ملف سير القضية وكشف ملابساتها، وقال: "حتى الآن المعلومات التي نمتلكها محدودة، والقنصلية تتابع القضية، ونحن على تواصل مستمر معها، وقد وضعت محامين".
وأشار الملحق السعودي إلى أن عدد الطلبة السعوديين كبير جداً، ويصل إلى 120 ألف طالب وطالبة، الأمر الذي يجعل ما يتم تناقله حول استهداف المبتعثين السعوديين في الولايات المتحدة بخلاف أية دولة أخرى أمراً مستبعداً.
واستبعد كذلك أن يكون استهداف بعض السعوديين بسبب دراستهم تخصص الهندسة بمختلف مجالاتها الأمر الذي تكرر مع عدد كبير من المبتعثين اختفوا أو قتلوا في وقت سابق.
هجوم وحشي
ولم تكن جريمة قتل ريان الأولى ، ففي يونيو 2014، قتلت طالبة جامعية سعودية في هجوم وصفته السلطات البريطانية بأنه "وحشي وعنيف".
وقد تلقت الطالبة السعودية ناهد المنّاع 16 طعنة قاتلة، بينما كانت في طريقها إلى جامعة اسيكس بمدينة كوليشستر البريطانية.
كانت الطالبة قد التحقت بالجامعة لدراسة اللغة الإنجليزية كجزء من رسالة الدكتوراه التي كانت تُحضّر لمناقشتها باللغة الإنجليزية في أغسطس المقبل من السنة ، وكانت تعيش في المدينة مع أخيها.
وتُكثّف جهات التحقيق جهودها للتأكد مما إذا كان ارتداء الطالبة الزي الإسلامي التقليدي من حجاب وعباءة، هو السبب في مقتلها.
وقد ألقت السلطات البريطانية القبض على أحد المشتبه بهم، وهو يبلغ من العمر 52 عاما، لكن سرعان ما أُفرج عنه لعدم ثبوت أي دليل ضده.
غدر وسرقة
وقبل عدة شهور وتحديدا في سبتمبر 2014 ،قتل الطالب عبد الله القاضي (23 عاماً) ويدرس الهندسة الكهربائية، و عثر على جثته على بعد ما يقرب من 150 كيلومترا عن منزله، وتم توجيه تهمة قتله في الولايات المتحدة إلى رجل يدعى أجوستين روزيندو فرنانديز (28 عاماً)، كما تم تحديد ظروف الجريمة بأنها ارتكبت خلال محاولة السطو على المغدور به وسرقة سيارته، وارتكبت الجريمة باستخدام سكين.
قتل بيد قريبه
أما جريمة المبتعث للدراسة في مدينة شيكاغو طلال الجهمي تختلف بعض الشيء عن الجرائم الاخرى، فقد تم قتله على يد أحد اقرابه في مارس 2015.
وكشفت الأجهزة الأمنية لغز مقتل الجهني، على يد أحد أقربائه موضحة أنها استغرقت يومين للقبض على الجاني بعد هروبه إلى جهة مجهولة، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية في حقه.
وذكرت في بيان لها نشرته عبر صحيفة "صن تايمز" الأمريكية، أن أحد جيران الجهني سمع صوت الشجار الذي وقع بينه وبين قريبه في الرابعة فجراً، إذ دفعه الفضول إلى الذهاب لاستطلاع الأمر، فطرق الباب وسأل الجاني عن (الجهني)، فلم يجبه وأغلق الباب من دون الردّ على الجار .
الأمر الذي دفع الجار إلى الاتصال برقم الطوارئ، وطلب حضور الأجهزة الأمنية لكشف الأمر، وعندما حضرت وقامت بطرق الباب وسؤاله عن الجهني، أخبرهم بأن كل شيء على ما يرام وأنه بخير.
وعندما دخلوا وجدوا طلال الجهني ملقى على الفراش ومطعوناً في بطنه، فيما عثروا على السكين المستخدمة في الجريمة. إذ قام القاتل وهو قريبه بالهروب من الباب الخلفي إلى منزل أحد أصدقائه.
خنق ودفن بالرمال
أما جريمة المبتعث السعودي هذه المرة وقعت في دولة عربية بشهر مايو 2015، فقد كشفت سلطات الأمن الكويتي ملابسات مقتل شاب سعودي على يد صديقه الكويتي، الذي أقدم على قتله إثر مشادة كلامية، وأخفى القاتل الجثة في منطقة صحراوية،
وأوضحت معلومات نشرتها صحيفة "الحياة" ، أنه تم "العثور على جثة تعود إلى مواطن سعودي (29 عاماً) في الوفرة، وتبين أن القاتل هو صديق القتيل، وهو مواطن كويتي، وقتله بسبب خلاف بينهما، بأن خنقه بيديه، ثم لاذ بالفرار إلى السعودية".