مساء اليوم السبت وفي تمام الثالثة بتوقيت جرينتش تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة نحو العاصمة تونس حيث عرس الكرة الأفريقية اذ تنطلق مبارة أياب نهائي دوري أبطال أفريقيا أعرق بطولات قارة المواهب في نهائي عربي يجمع بين الترجي الرياضي التونسي والوداد المغربي. ويتأهل صاحب اللقب لنهائيات كأس العالم للأندية ممثلا للقارة السمراء بخلاف الجوائز المادية التى تصل الى مليون ونصف المليون دولار لصاحب المركز الاول ومليون دولار للوصيف حسبما أفاد بيان رسمي من الاتحاد الافريقي في وقت سابق. وكانت مبارة الذهاب والتي أقيمت بالدار البيضاء على ملعب محمد الخامس أنتهت بالتعادل السلبي في السادس من نوفمبر الحالي ليتم إرجاء الحسم لمبارة التتويج على ملعب رادس بالعاصمة تونس بأمال وطموحات اللقب الثاني لكلا الفريقين ويديرها الحكم الإيفواري دكتور صيدلي دوي نومانديز البالغ من العمر 41 عاما والذي نال الشارة الدولية عام 2004 وشارك في العديد من المناسبات دوري أبطال افريقيا وكأس الامم الافريقية وتصفيات افريقيا المؤهلة لكأس العالم 2010. في نهائيات كأس الأمم الاوربية 1992 كان منتخب الدنمارك خارج البطولة تماما الا أن قرارا من الاتحاد الاوربي بحرمان يوغوسلافيا من خوض النهائيات لاسباب سياسية فتح الطريق أمام منتخب الحارس الاسطوري بيتر شمايكل لخوض النهائيات فحقق المفاجئة وظفر بكأس البطولة في مفاجئة مدوية هزت جنبات القارة العجوز ليأتي الوداد المغربي بعد مرور 20 عاما ليسير على درب الدنمارك عندما قرر الاتحاد الافريقي حرمان حامل لقب اخر نسختين تي بي مازيمبي من مواصلة مشواره فى البطولة بعد أن أشرك لاعب موقوف وكان الفريق الكونغولي أقصى الوداد من دور ال16 لتنتعش أمال وداد الأمة في العودة لبطولة الكبار مجددا ليخوض لقاء فاصل أمام فريق سيمبا التنزانى بالقاهرة نجح ابناء المدرب ميشيل ديكاستال في أسقاط سيمبا بالثلاثة ليدخل وداد الامة بقوة الى دوري المجموعات. اوقعته القرعة بين رحى الاهلى المصري البطل التاريخي لدوري الابطال والترجي التونسي ومولودية الجزائر في بطولة عربية خالصة وكثرت الاقاويل حول مصير الوداد في هذه المجموعة لينجح أسود الاطلسي في حجز بطاقة التأهل الثانية بصحبة الترجي والاطاحة بالاهلى والمولودية ليلاقي في قبل النهائي فريق انيمبا النيجيري والذي حقق نتائج خياليه فى دوري المجموعات وسبق ان توج بلقب البطولة في نستختى 2003 و2004 . الا أن وداد الامة كان على مستوى الحدث وفاز على الفيل النيجيري بهدف دون رد في الذهاب بالدار البيضاء قبل أن يتعادل سلبا في نيجيريا ليحجز مقعده فى النهائي الكبير لتبقى خطوة أخيرة أن اراد تكرار انجاز 1992 في عمل مماثل لما قام به اصدقاء بيتر شمايكل عام 1992. خاض وداد الأمة خلال مشواره نحو لقاء الاياب مساء السبت 16 مبارة فاز في 6 مباريات وتعادل في 7 مباريات وخسر في ثلاث لقاءات أحرز خلال هذه المباريات 21 هدف وتلقت شباكه 10 أهداف. ما قدمه شيخ الأندية التونسية على مدار سنوات طويلة في دوري الابطال يؤكد أن ابناء باب سويقة يحدوهم الأمل لتلك اللحظة التي يحمل فيها قائد الفريق أسامة الدراجي لكأس البطولة بعد أن خاض ثلاث نهائيات منذ تعديل نظام البطولة من قبل الكاف عام 97 وذلك أعوام 99. الا أنه خسر في النهائي أمام الرجاء المغربي وفي عام 2000 عندما خسر على يد هارتس اوف أوك الغاني و2010 عندما خسر على يد تى بى مازيمبي ليدخل النهائي الرابع ويحدوه الامل في الظفر بالكأس الغالية وأضافة اللقب الثاني من دوري الابطال الى خزينة بطولاته العامرة بالالقاب والكئوس ويزيد من حظوظه هذا العام أن مبارة الذهاب انتهت بالتعادل السلبي بالدارالبيضاء مما يعنى وفقا للمنطق والتاريخ أن اللقب بات قريبا بدرجة كبيرة من ابناء باب سويقة بذكريات عام 1994. الترجي تخطى عقبة أسباك أف سي البنيني في دور 32 بمجموع 5-2 في لقاءي الذهاب والعودة ليلاقي دياراف داكار السنغالى في دور ال16 والذي فاز عليه بنتيجة 6-0في مجموع اللقاءين ليلعب ضمن المجموعة الثانية فى مرحلة المجموعات لينتزع صدارة المجموعة بجدارة على حساب الوداد المغربي والاهلى المصري ومولودية الجزائر قبل أن يلاقي الهلال السوداني في نصف النهائي ليفرض الترجي سطوته بالفوز ذهابا بهدف دون رد في الخرطوم ليؤكد أحقيته بالتأهل للنهائي في الاياب عندما فاز على الهلال بهدفين دون رد. خاض الترجي التونسي خلال مشوار البطولة حتى لقاء اياب النهائي 13 مبارة فاز في 7 مباريات وتعادل في خمس مباريات وخسر في لقاء واحد أحرز خلال مشوارة 23 هدف وتلقت شباكه 6 أهداف. الوداد والترجي قدما كل مالديهم من أجل نيل رضا الاميرة السمراء فمن سيكون صاحب الحظ الوافر الذي ستبتسم له تلك الاميرة التي لا ترتبط اختيارتها بمنطق أو تاريخ.