واشنطن: نفى البيت الابيض أن يكون قد وجه انذارا الى تركيا من ان صفقة عسكرية بين البلدين قد تتأثر بسبب الموقف التركي من إسرائيل وإيران. وكانت صحيفة "الفايننشال تايمز" ذكرت الاثنين ان الرئيس الامريكي باراك اوباما حذر رئيس الوزراء التركي من ان المواقف التركية حيال كل من اسرائيل وايران يمكن ان تقلص فرص انقرة في الحصول على اسلحة امريكية. وقال المتحدث باسم البيت الابيض بيل بيرتون "واشنطن لم توجه مطلقا اي تحذير او إنذار الى الحكومة التركية، بل ان أوباما وأردوجان تحادثا منذ عشرة أيام وتطرقا الى ايران والى اسطول الحرية لكسر حصار غزة ومواضيع اخرى مرتبطة بهما". واكد بيرتون ان هناك حوارا مع انقرة حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك لكنه كرر القول إنه لم يتم توجيه أي إنذار. وذكرت الصحيفة البريطانية ان اوباما وجه تحذيرا لاردوجان على خلفية "اللهجة" التي تعاملت بها بلاده مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في اعقاب عدوانها على "أسطول الحرية" نهاية شهر مايو/ايار الماضي، وطالبه بتخفيف تلك اللهجة كما طالبه بتغيير موقف أنقرة تجاه ملف ايران النووي، وذلك اذا أراد أن تبقى بلاده حليفا للولايات المتحدة. ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر الاثنين عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، قوله: إن اوباما أبلغ إردوجان أن "بعض أفعال تركيا قد أثارت بعض الأسئلة في الكونجرس عما إذا كان من الممكن أن نثق بتركيا كحليف، وأن هذا يعني أنه سيكون من الصعب علينا التحرك داخل الكونجرس لتلبية بعض الطلبات التي تقدمت بها تركيا إلينا مثل تزويدها ببعض الأسلحة التي تريدها في قتال حزب العمال الكردستاني". وتقول الصحيفة إن تحذير أوباما هذا جاء أثناء لقاء الإثنين على هامش اجتماعات قمة مجموعة العشرين في يونيو/حزيران الماضي بمدينة تورونتو الكندية، وإن واشنطن كانت تشعر بالإحباط الشديد بسبب تصويت تركيا في الأممالمتحدة في ذلك الشهر ضد فرض عقوبات جديدة على إيران. وتشير الصحيفة إلى أن تحذير أوباما لأردوجان له مغزى كبير في ضوء رغبة أنقرة في شراء الطائرات الأمريكية بدون طيار، مثل "رييبر" التي تحمل صواريخ، والتي تريد تركيا استخدامها ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق بنهاية عام 2011. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن الصحيفة، أن القانون الأمريكي يقتضي إخطار الإدارة للكونجرس قبل 15 يوما من عقدها صفقات كبرى لبيع أسلحة إلى حلفاء الولاياتالمتحدة في حلف شمال الأطلسي "الناتو". ورغم أنه يمكن للإدارة الأمريكية تقنيا إبرام صفقة الأسلحة مع تركيا، إلا أن وجود مقاومة لها في الكونجرس قد تدفع الإدارة إلى التخلي عن هذه الصفقات غير المرغوب فيها سياسيا، كما تقول الصحيفة. وكان أردوجان قد صعد من لهجته ضد إسرائيل في أعقاب عدوانها على السفينة التركية "مرمرة"، واعتبر أن "مصير القدس مرتبط بمصير اسطنيول.. وأن مصير غزة مرتبط بمصير أنقرة"، متعهداً "بعدم تخلي تركيا عن الفلسطينيين وحقوقهم، حتى ولو تخلى العالم عنهم". وجدد إدانته للاعتداء الإسرائيلي على سفن "أسطول الحرية"، مؤكداً أن "تركيا لن تدير ظهرها للفلسطينيين حتى لو أدار العالم كله ظهره لهم".