"الناصح هو من يفعل من لا شيء كل شيء ، والأحمق من لديه كل شيء ولا يستطيع فعل شيء منه".. حكمة يستشهد بها الرحالة أحمد حجاجوفيتش، على صدر صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" للتدليل على إهمال الدولة المصرية في الآثار. والتعليق مصاحب بصورة لحجاجوفيتش بصحبة فتيات إسبانيات أمام معبد يدعى "ديبود" وهو معبد نوبي ، أهدته الحكومة المصرية لإسبانيا "تقديرا لجهودها في إنقاذ الآثار النوبية وقت بناء السد العالي". وقال حجاجوفيتش أن هذا المعبد ياتي إليه عدد هائل من السائحين ، وأوضح أنه ضمن مجموعة معابد كانت معرضة للغرق بعد بناء السد العالي، ولكن منظمة اليونسكو استغاثت ببلاد العالم لإنقاذ المعابد وخصوصا "أبا سمبل" ، باعتبارها منظمة تاريخ أسطوري لا تقدر بثمن، وقد كان وتم إنقاذ الآثار. لكن معبد "ديبود" تم تفكيكه ووضعه بصناديق وظلت عالقة بالماء 9 سنوات! بدون أي اهتمام بإعادة المعبد وتركيبه من جديد، ثم قررت الحكومة إهدائه لإسبانيا!لكن المدهش ليس قبول إسبانيا بالطبع، ولكن أنها أعادت بنائه في أهم و أرقي حديقة في وسط مدريد إلى جانب القصر الملكي، وشقت له بحيرة صغيرة إلى جانبه، وأجرت له صيانة وتطوير رائعين، واستكملت الأحجار الناقصة منه، وجعلته مكيف الهواء، كما غطت أحجاره بزجاج شفاف كي تحميها من العبث . المعبد تم افتتاحه عام 1972 وقررت إسبانيا جعل زيارته مجانية كي تجمع حوله أكبر عدد ممكن من السائحين، ومع الوقت أصبح المعبد من أهم المزارات السياحية في إسبانيا ولا عزاء للمصريين. وإلى جانب المعبد يذكر حجاجوفيتش أن إسبانيا دشنت مركزا للأطفال ليرسموا ما شاهدوه من آثار فرعونية، ثم أصبحت الحكومة تؤجر المعبد والبحيرة بمبالغ طائلة لحفلات الرسمية والمؤتمرات العالمية . ولا زال العرض مستمرا، فقد رفضت الحكومة المصرية إرسال شباب لشرح الحضارة الفرعونية ومحتويات المعبد للسائحين، وهذا ما دفع شباب إسبان لتعلم التاريخ الفرعوني ليتولوا تلك المهمة . ويلفت حجاجوفيتش إلى أن هناك ثلاث مدن بالعالم تحوي معابد فرعونية كاملة، وهي لايدن الهولندية التي يوجد بها معبد طافا، وتورين الإيطالية فيها (معبد تحتمس الثالث)، ونيويورك الأميركية (معبد دندور) تاريخ المعبد المعبد تم بناؤه في الأصل على بعد 15 كم جنوب مدينة أسوانبجنوب مصر بالقرب من الشلال الأول بالنيل في منطقة دابود على الضفة الغربية لبحيرة ناصر والمعبد تم بناؤه للإلهة إيزيس عند الفراعنة بجزيرة فيلة، في العام الثاني قبل الميلاد قام إدخاليمانى ملك الكوشيين من مروي ببناء غرفة تعبد صغيرة وأهدها للآله آمون، وتم بناؤها وتزيينها على نفس النمط المتأخر للمعابد في مروي والتي منها معبد الدكة وخلال حكم بطليموس السادس وبطليموس الثامن وبطليموس الثانى عشر في العصر البطلمى تم توسعة الغرفة من جهاتها الأربعة لتصبح معبد صغير بمساحة اثنا عشر مترا في خمسة عشر مترا، وتم أهداؤه إلى الالهه إيزيس في فيله وقدأكمل الإمبراطوران الرومانيان أوغسطس وطيباريوس تزيين المعبد. يبدأ المعبد برصيف يواجهه طريق مواكب طويل يمر من خلال ثلاث بوابات حجرية ويقود إلى فناء مفتوح ثم ردهتان وينتهى المعبد بقدس الأقداس الذي يحوى ناووسا من حجر الجرانيت الوردى، صحن المعبد قائم على أربعة أعمدة والتي انهارت في عام 1868م، وخلفه يوجد الهيكل الذي أقيم للإله آمون