وزير الري: نرفض سياسة إثيوبيا في فرض «الأمر الواقع» بشأن سد النهضة    تعديلات قانون التعليم كاملة.. قيمة بدل المعلم والاعتماد وعدد مواد الثانوية العامة (مستند)    ضرورة تأخرت عقودًا    استقرار سعر الريال السعودي بختام تعاملات 4 يوليو 2025    صندوق النقد: دمج المراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامج مصر الخريف المقبل    اقتحامات مستمرة بالضفة وبؤرة استيطانية جديدة قرب أريحا    معركة استقطاب المليارديرات.. الليبرتاريون يتنافسون مع «نو ليبلز» لكسب ماسك    دبلوماسي فلسطيني سابق: إسرائيل تُصعّد المجازر قبل الهدنة المحتملة لفرض الدمار    ميسى يودع نجم ليفربول ديوجو جوتا    كأس العالم ونظرة جديدة    رئيس الإسماعيلي ليلا كورة: لم نتلق خطابًا رسميًا من فيفا بشأن تقليص عقوبة إيقاف القيد    البنك الأهلى يتعاقد مع يسري وحيد قادما من طلائع الجيش    لوجانو السويسري ليلا كورة: إبراهيم عادل لاعب ذو جودة عالية.. ولكن    كورتوا عن أرنولد: مزعج في التدريبات.. وتسديداته لا تصدق    «الزمالك مكنش عايزك».. خالد الغندور يوجه رسالة ل محمد شريف بعد انضمامه للأهلي (فيديو)    الأهلي يُجمد حسم الصفقة المنتظرة بعد غضب نجم الفريق (تفاصيل)    النماذج الاسترشادية كلمة السر.. و6 أسئلة «تحير» طلاب العلمى    انطلاق مبادرة «مصر تتحدث عن نفسها»    إقبال جماهيرى على معرض الفيوم للكتاب    طارق الشناوي عن وصايا المطربين حذف أغانيهم بعد الموت: «يتكسبون منه في الدنيا ويحرمونه في الآخرة»    القاهرة الإخبارية تكشف تفاصيل اغتيال عنصر تابع للحرس الثورى الإيرانى قرب بيروت    خالد الجندي: صيام عاشوراء سُنة مؤكدة حتى لو وافق يوم سبت    مدير التأمين الصحي بالقليوبية تتفقد مستشفيات النيل وبنها لضمان جاهزية الخدمات    مساعدات عاجلة لأسرة كل متوفي ومصاب في حادث انفجار مصنع الأدوات الصحية بالدقهلية    برلماني: بيان 3 يوليو تجسيد لإجماع وطني واستجابة للإرادة الشعبية    تساؤلات المواطنين تتزايد: هل ارتفعت أسعار شرائح الكهرباء؟    مصرع 6 أشخاص على الأقل وفقدان العشرات بعد غرق عبارة بإندونيسيا    قطر: سياسات الحكومة الإسرائيلية لدعم الأنشطة الاستيطانية تزيد من تقويض حل الدولتين    محافظة شمال سيناء تحذر المصطافين من نزول البحر بسبب الدوامات البحرية وتغير الطقس    43 وحدةً بالطرح الأول.. «الصناعة» تعلن طرح 36 وحدةً صناعيةً للمستثمرين ضمن الطرح الثاني للمرحلة الثالثة بمدينة الروبيكي للجلود    بقدرة 650 ميجاوات.. استمرار العمل بمشروع الوحدة الثالثة ب محطة كهرباء الوليدية في أسيوط    من يتحمل تكلفة الشحن عند إرجاع المنتج؟.. الإفتاء المصرية توضح الحكم الشرعي    القبض على مالك شركة للنصب على المواطنين بالسفر للخارج    نقيب المحامين: الامتناع عن الحضور أمام المحاكم والنيابات يومي 7 و8 يوليو    الشرطة الأمريكية: مقتل 4 وإصابة 14 بإطلاق نار فى شيكاغو    بيومي فؤاد يفتح قلبه في "فضفضت أوي": أعتذار لكل من أسأت إليه دون قصد    فريق طبي بمستشفى بنى سويف التخصصى يعيد الحياة لركبة مريضة خمسينية    السيارة سقطت في الترعة.. إصابة 9 أشخاص في حادث تصادم بالمنيا    وفاة وإصابة 11 شخصًا في انفجار خزان ضغط هواء في الدقهلية    محافظ المنوفية يسلم سيارة ميكروباص جديدة لأسرة مالك سيارة حادث الإقليمي    بالشراكة مع «الجهات الوطنية».. وزير الثقافة يعلن انطلاق مبادرة «مصر تتحدث عن نفسها»    ابتدينا.. أم أكملنا؟ قراءة رقمية في تكرار الأسماء وراء صوت عمرو دياب بأحدث ألبوماته الغنائية    خالد تاج الدين يدافع عن شيرين عبدالوهاب: «حافظوا عليها» (فيديو)    إصابة ملاحظ بألم في الصدر داخل لجنة امتحانات الثانوية العامة بقنا    تواصل أعمال البحث عن 4 مفقودين في حادث غرق حفار جبل الزيت    محافظ القليوبية يلتقي سائحين عرب وأجانب بالقناطر الخيرية (صور)    برواتب تصل ل11 ألف.. توافر 1787 فرصة عمل بمشروع محطة الضبعة (رابط التقديم)    مطروح تحتفل بالذكرى ال12 لثورة 30 يونيو المجيدة.. صور    جيش الاحتلال يعتقل 21 فلسطينيا في الضفة الغربية بينهم طلاب ثانوية    أمين الفتوى: التدخين حرام شرعًا لثبوت ضرره بالقطع من الأطباء    مجدي الجلاد ينتقد تعليقات التشفي بعد وفاة المطرب أحمد عامر: هل شققتم عن قلبه؟    حزب الجبهة الوطنية ينضم رسميا للقائمة الوطنية في انتخابات مجلس الشيوخ    ليفربول ناعيا جوتا: صدمة مروعة ورحيل لا يُصدق    نائب وزير الصحة يتفقد مستشفى حلوان العام ومركز أطلس ويوجه بإجراءات عاجلة    افتتاح جناحي إقامة وVIP و24 سرير رعاية مركزة ب "قصر العيني الفرنساوي"    "نقلة جديدة".. أسوان تنضم رسميًا لمنظومة التأمين الصحي الشامل    وزارة الأوقاف توضح القيم المشتركة بين الهجرة النبوية وثورة 30 يونيو    توقعات بإعلان توفير 115 ألف وظيفة جديدة في أمريكا خلال يونيو الماضي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد حادثة «قلب لوزة».. دروز سوريا بين دعوات للتسلح وأخرى للمهادنة
نشر في محيط يوم 17 - 06 - 2015

يجمع كثير من المراقبين للأوضاع في سورية على أن حادثة قرية "قلب لوزة" بريف إدلب شمال غربي البلاد أسرعت إحكام الخناق على طائفة الدروز بسورية لاتخاذ موقف محدد إما بمناصرة الثورة السورية عبر التريث والتهادن مع فصائل المعارضة المسلحة على الرغم من تعرض الدروز على أيديها لعديد من الانتهاكات أو بتأييد واضح للنظام ودعم جيشه رغم إهمال ملفهم.
ويرى الوزير اللبناني السابق رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب أن الحادثة جعلت حمل الدروز للسلاح والاصطفاف خلف الجيش السوري خيارا وحيدا لممارسة حق الدفاع عن النفس لأن الدروز لا يمكن أن يقبلوا أن يلقوا نفس مصير المسيحيين والأيزيديين بمدينة الموصل العراقية .
وقال وهاب في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" بالقاهرة :"لا يمكن أن يوصف قتل أكثر من 30 شخصا بأنه حادث فردي كما يريد البعض تصويره لتصغير الأزمة .. لقد قتلت جبهة النصرة كل من كان على طريق البلدة .. وقبل ذلك كانت هناك عدة شواهد على قيامها بممارسة اضطهاد ديني و تهجير للآلاف من دروز المنطقة".
ووقعت الحادثة قبل نحو أسبوع بعد إقدام أحد قادة النصرة على نزع ملكية منزل في القرية. وعلى إثر الخلاف وقعت اشتباكات قتل خلالها عشرات الدروز.
مهادنة النصرة
وانتقد وهاب دعوة رئيس الحزب الاشتراكي وليد جبنلاط المؤيد للثورة السورية للتريث ومهادنة النصرة وغيرها من الفصائل المسلحة رغم تكفيرها للدروز علانية ودعوتهم للاستتابة.
وتساءل: "حسنا ، الدروز سيهادنون ، ولكن من يضمن مهادنة جماعة مصنفة دوليا على أنها إرهابية .. النصرة بالأساس تكفر المسلمين السنة ممن لا يؤمنون بنفس غلوها وتطرفها الديني ، فما بالنا بتعاملها مع الأقليات".
وأضاف: "لقد غازل جنبلاط النصرة من قبل لتحييد موقف الدروز من الأزمة فماذا كانت النتيجة؟ .. كنت أتمنى أن يكون لديه ضمانات لعدم تكرار ما حدث".
وشدد على أن "دروز السويداء (جنوب سورية) قادرون على حماية أنفسهم إذا دعموا بالسلاح ، وهو أمر يمكن توفيره بسورية"، لافتا إلى أن عدد الدروز بالسويداء يقارب 700 ألف إضافة إلى مئة ألف آخرين في ريف دمشق "وبالتالي يمكن حشد جيش قوي من مئة ألف مقاتل درزي بسورية في حالة التهديد بخطر الحرب دون الحاجة لأي دعم بشري من دروز لبنان على الرغم من تأهبنا جميعا للدفاع عن أهالينا في سورية نظرا للترابط الكبير بين دروز البلدين".
ولا يستبعد وهاب أن تكون إسرائيل حليفة لكل المجموعات التكفيرية في المنطقة والمستفيد الأول مما تحدثه جماعات "مثل التكفيرين في ليبيا والإخوان بمصر وداعش والنصرة بسورية" ، كما لم يستبعد أن تكون هي من دفعت النصرة للاعتداء على الدروز "توهما منها أن هذا السلوك بالتكرار سيجبرهم على طلب حمايتها" ، مشددا على أن "الحماية الإسرائيلية لن تكون أبدا خيارا درزيا".
كشف للنوايا الحقيقية
وبالمثل، رفض يوسف جربوع شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز بالسويداء اعتبار الحادث فرديا ، مشددا على أن "الحادث بدأ بخلاف شخصي ، إلا أن كل سكان المنطقة شهدوا بأن النصرة كانت ستتجه للقيام بعمليات إعدام جماعي بحقهم لولا وصول سكان القرى المجاورة لنجدتهم" ، معتبرا الواقعة "كشفت النوايا الحقيقية تجاه الدروز".
ولفت جربوع في تصريح ل"د.ب.أ" إلى أن ما يقرب من 15 ألف درزي بجبل سماق اضطروا إلى تغيير عاداتهم بما يتناسب مع توجه جبهة النصرة ، موضحا :"الدروز مسلمون ومنتسبون للمذهب السني ، ولكن هناك فقط خلافات في العادات والطقوس الدينية ، فنحن مثلا نرتضي بمنديل الرأس كغطاء شرعي للمرأة ، وهم بالنصرة يصرون على ضرورة النقاب والحجاب ، إلى آخره".
وأعرب عن عدم ثقته في فصائل المعارضة المسلحة التي أصدرت بيانات استنكار للحادث، وقال :"للأسف كلهم يتبنون نفس الفكر التكفيري الذي تتبناه النصرة ، وإن كانت درجات التشدد في الفكر تتفاوت من تنظيم لآخر" .
وتعليقا على تصريح جنبلاط بأنه لا خيار أمام السويداء سوى التصالح مع جيرانهم السنة في درعا وحوران ، قال جربوع :"تصريحات جنبلاط بعيدة عن الواقع ، فعلاقتنا مع جيراننا في درعا وحوران كانت ولا تزال ودية ، وليس بيننا خلاف .. الخلاف مع المسلحين التكفيريين الذين قدموا للمنطقة ، وهم في أغلبهم غير سوريين من باكستان وأفغانستان وتونس والشيشان".
وأضاف: "الصراع في الأساس هو بين الدولة والتكفيريين ، ولسنا طرفا فيه ، ولكن مع كثرة الصعوبات التي تواجه الدولة ندعمها ونتصدى معها لهؤلاء دفاعا عن أنفسنا وعن ووطننا .. السويداء تشهد تعزيزات قوية من الجيش ، وتحارب بعض المجموعات المسلحة من دروز المحافظة في الخطوط الخلفية للنظام وتحت إشرافه" ، لافتا إلى الأزمة جعلت العديد من الأهالي يشترون السلاح للدفاع عن أنفسهم وأرضهم كجهد فردي ودون قيادة.
مطلب للدعم بالتسليح
وطالب جربوع الدولة بدعم الدروز بالسلاح للتصدي لأى خطر يتعرضون له والعمل على تنظيم تلك الجهود الفردية ليتحرك الجميع وفق أطر خطط عسكرية مدروسة لتؤتي ثمارها ولضمان عدم وجود حالة فوضى سلاح بالمحافظة.
وفى المقابل ، يرى المفوض الإعلامي للحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس أن أي دعوات لانخراط الدروز في الحرب بالسويداء ما هي إلا دعوات مجانية مشبوهة لسفك دمائهم دون طائل ، مشددا على أن حادثة قلب لوزة "ليست قتلا للدروز على الهوية ، وإنما وقعت بشكل عارض إثر خلاف ، وأسفر عنه سقوط قتلى من الجانبين .. وفى النهاية ، نحن نتحدث عن حادث بقرية في دولة مشتعلة يسقط فيها مئتي قتيل يوميا ، وليس عن قرية في الريف السويسري".‎
وحول كيفية مهادنة النصرة رغم تكفيرها للدروز ، أجاب :"نحن أبناء المدرسة الواقعية .. في الماضي كنا نرى أن هناك لاعبا واحدا بالمشهد السياسي هو النظام ، أما الآن فقد كثر اللاعبون .. وتلك الفصائل (المسلحة) سواء كانت إرهابية أم لا أو كنا نوافق على ما تطرحه من عدمه ، قد صارت لاعبا أساسيا بالمشهد ، وأمسى عدم التعاطي معها ومع غيرها أشبه بسياسة النعام أي وضع الرؤوس في الرمال".
وأضاف :"لو كانت النصرة لا تبالي بالدروز لما أصدرت بيانا أكدت فيه تعهدها بمحاكمة المسؤولين عن الحادث".
وقلل من أهمية وجود مؤشرات على استجابة دروز السويداء لدعوات التسلح والوقوف خلف النظام في معاركه في محيط مطار الثعلة ، معتبرا أن كل من يقف خلف النظام "يراهن بمستقبله على جواد خاسر" ، لافتا لانسحاب الجيش السوري بأسلحته الثقيلة من السويداء سابقا "وهو ما يعني إهماله لملف دروز المنطقة بشكل كامل".
وقال إن حزبه كثف بعد الحادث اتصالاته الإقليمية لبحث حل الأزمة وتلافي تكرارها ، ورأى أن إدانة العديد من فصائل المعارضة المسلحة بما فيها النصرة للحادثة وتأكيد النصرة على أن مرتكبها لم يتصرف بقرار من قياداتها "هو أولى ثمار تلك الاتصالات".
واتهمت الأميرة منتهى الأطرش ، الصحفية المقيمة حاليا بدمشق ، النظام بالسعي الدائم لخلق فتنة بين مكونات الشعب السوري لصالح إطالة أمد بقائه بالسلطة.
موقف الدروز
ويتوقع مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ألا تلقى دعوات جنبلاط للتهدئة مع النصرة أو فصائل المعارضة المسلحة استجابة كبيرة ، لافتا إلى أن موقف أغلبية الدروز منذ بداية الثورة السورية وحتى الآن كان يميل ولو بشكل غير مباشر أو غير علني ناحية تأييد النظام لا الثورة.
وقال :"الدروز سيحملون السلاح مثل باقي شرائح المجتمع اليوم ، وبعدما حدث في قلب لوزة سيقفون خلف النظام .. وحتى لو اختفى هذا النظام في المستقبل سيستمرون في حمله للدفاع عن أنفسهم ضد أي طرف"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.