سأل شخص عن تناول الشراب بعد انتهاء أذان الفجر مباشرة وقبل الصلاة، وطلب السائل الإفادة عن الحكم الشرعي في ذلك وعن وقت بدء الصيام تحديدا، وكن ذلك في استفسار أرسله لدار الإفتاء في رمضان 1378ه - 1959م. أجاب عليه فضيلة الشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية الأسبق، في فتوى رقم (758) إن الصوم شرعًا هو الإمساك عن المفطرات، موضحًا أن وقت الصوم من حين طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، استنادًا لقوله تعالى في سورة البقرة { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل }. وتابع مأمون أن الخيط بياض النهار وسواد الليل، منوها إلى أن وقت الصوم الذي يجب فيه الامتناع عن تناول أي شيء يبدأ من أول طلوع الفجر الثاني وهو أول ما يبدو من الفجر الصادق وهو المستطير المنتشر المعترض في الأفق كالخيط الممدود وهذا الوقت هو أول وقت الصبح. وأكد الشيخ أن تناول الإنسان أي شيء بعد هذا الوقت فسد صومه سواء أكان التناول قبل الأذان لصلاة الصبح أم بعده ما دام أن الوقت المحدد لأول وقت الفجر الصادق وصلاة الصبح قد بدأ، مستندا للحديث الشريف الذي رواه البخاري عن السيدة عائشة رضى الله عنها أن بلال كان يؤذن بليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا وشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر.