على عكس دول العالم التي تحتفي بمبدعيها، تم تقدير قيمة الشاعر أحمد رامي بهدم منزله، كما فعلت الحكومة من قبل في بيت أم كلثوم و قامات مصر الذين عشقوها. مريم رياض بقطر إحدى جيران الشاعر رصدت ما حدث للعقار رقم 4 شارع محمد نبيل السباعي بحدائق القبة، وهو المنزل الذي عاش فيه رامي وأبدع قصائده التي غنتها كوكب الشرق أم كلثوم . ولفتت مريم إلى أن العقار تم إدراجه بالجهاز القومي للتنسيق الحضاري في عام 2009 ضمن المباني المميزة معماريا برقم 01060000002، وكان قد صدر توصية من لجنة التنسيق على محافظة القاهرة بسرعة وضرورة ترميم المبنى إنشائياً لحمايته من السقوط، بعد أن تقدم مالك العقار بتظلم إلى جهاز التنسيق الحضاري لرفع المبنى من قائمة الحصر وتم رفضه، ومطالبة سمير غريب رئيس الجهاز السابق محافظة القاهرة باتخاذ الإجراءات القانونية ضد مالك العقار لمحاولته تخريب المبنى متعمداً، لكن دون جدوى. وتقول مريم: منذ عام 2007 وهي تستنجد بالمسئولين من "مسئولي الحي وأقسام الشرطة والصحافة" حتى يستجيبوا بعدم ترك مالك العقار في الشروع لهدمه الذي أقدم على اللجوء لأعمال تخريب مستمرة حتى يتم شطبه من قائمة المباني المميزة، مشيرة أنه وجهت التهديدات لها ولأسرتها حتى تصمت عن إنقاذه. ولفتت إلى أن قصة هدم المبنى بدأت منذ عام 2007 والذي لاقى اهتماما كبيرا من قبل وسائل الإعلام دون استثناء، إلا أن محافظة القاهرة ووزارة الآثار لم يهتموا بالأمر ما جعل من المبنى مكانا للكلاب الضالة والقمامة، حتى حان وقت هدمه من قبل المقاولين الذين يريدون بناء "عمارة" بدلا منه. وأشار الخبر المنشور على موقع جهاز التنسيق الحضاري إلى أن بلاغا ورد إلى الجهاز من أحد الجيران، في إشارة إلى مريم رياض في أبريل 2011، بأنهم اشتموا رائحة حريق داخل العقار وسماع أصوات انهيار داخلية، "وكان السبب وجود شيشة وبنزين بغرض تدمير العقار، ولم تستطع لجنة الحصر من الدخول للمنزل لغلق الباب بالجنزير وعدم وجود حارس للعقار". كان انهيار جزء المبنى الخلفي في يوم 19 مايو 2015 آخر ما آل له منزل الشاعر رامي، عندما سمع الجيران أصوات انهيارات به، حتى حرروا محضرا في ذات اليوم بالقسم حمل رقم 4471 لسنة 2015 إداري حدائق القبة، حيث طالبوا فيه بإيقاف أعمال الهدم وسرعة تعيين لجنة هندسية، الأمر الذي لم يتم حتى الآن، حتى أن أعمال الهدم مازالت قائمة حتى الوقت الحالي. تواصل: بما أني أسكن بجوار العقار مباشرة لاحظت ترك ماء المواسير و أعمال حفر تحت البلكونات و خلع لحديد بعض البلكونات، والسور الأمامي للعقار وبناء سور من الطوب لإخفاء أعمال الحفر، وحين تضررنا من ترك المياه باستمرار خاطبنا حارس العقار، و جاء المقاول لزيارتنا وأكد أنه سوف يهدم العقار، و هدد أنه سوف يهدم العقار الذي نقطن به أيضاً و يأخذه، وانتهت الزيارة أنه سوف يغلق المياه و يهدم بطريقة أخرى شرط عدم الإبلاغ ، وهو ما لم أوافق عليه. تواصل: أرسلت رسالة الكترونية للكاتب أنيس منصور عام 2007 و كانت الإستجابة حيث نشر في عمود "مواقف"، رسالتي التي جاء فيها:كنا نسكن الي جوار العظيم احمد رامي في حدائق القبه حين كانت مثالا للجمال. وزارته الست ام كلثوم كثيرا في المساء وسمعنا صوتها ترانيم ليل بدون موسيقي واشهد برغم صغر سني انذاك اني ما سمعت ابدع من ذلك حتي منها هي شخصيا وكان رحمه الله دمث الخلق رقيق الحس وكان في سنواته الأخيرة يجلس في الشرفة الخلفية لبيته ليحظي ببعض الدفء والتأمل والهدوء. سلام علي بيت احمد رامي الذي يهدم أمام عيني، ولا اعرف ماذا افعل وهو من طراز جميل ويصلح أن يكون مقرا ثقافيا أو ورشة عمل للأطفال، أو مكتبة أو معرضا للرسم. أحمد رامي شاعر مصري شهير من أصل تركي فجده لأبيه الأميرلاي التركي حسين بك الكريتلي ولد بحي السيدة زينب ولد في 19 أغسطس 1892 م. وتخرج في دار العلوم وبدأ عمله عام 1914 م . سافر إلى فرنسا درس في السربون عن الأدب الإنجليزي والفرنسي وكتب 35 رواية للسينما وهو أول من ترجم الخيام من الفارسية إلى العربية، وأصدر ديوانه الأول عام 1918 م"ديوان رامي"قبل أن يسافر إلى باريس أحب أم كلثوم وتفجر بوحيها شعره وقد قنع بالعفة بهواه العذري الذي فجر في قلبه ينابيع الحب العذبة وقصته معها أقرب إلى الأساطير منها إلى تجارب الحياة . فلما عاد إلى مصر تحول من الشعر المنظوم إلى الشعر الغنائي . وترجم الكثير من مسرحيات شكسبير للمسرح ثم أصدر ديوانه الثاني" أغاني رامي"والثالث سنة 1925 م ، وكان أول شعره في مهاجمة المستشار الإنجليزي"دنلوب". فاز عام 1967 م بجائزة الدولة التقديريه وهي ميدالية ذهبية 2500 جنيه مصري . أحب رامي الطبيعة وعشق رؤية النجوم والقمر . وأحب الترحال الدائم . سافر إلى تسع دول من دول أوروبا . وهو يرى أن الشعر صفاء الروح والوجدان والشاعر الحق هو الذي ينقل إحساسه إلى الناس وتكون له شخصيته المستقلة التي ينفرد بها دون غيره من الشعراء . قبل وفاته ببضع سنوات كرمته مصر بأن منحته درجة الدكتوراه الفخرية في الفنون، أصيب احمد رامي بحالة من الاكتئاب الشديد بعد وفاة محبوبته الملهمة الأساسية له أم كلثوم ورفض أن يكتب أي شي بعدها حتى رحل في 5 يونيو 1981. قدم أحمد رامي لأم كلثوم 110 أغنيات من أروع ما غنت.