اكتسح عدد من المحتجين، اليوم الثلاثاء، شوارع العاصمة البوروندية بوجمبورا، تنديدا بترشّح الرئيس بيير نكورونزيزا لولاية رئاسية ثالثة، في وقت تجمّع فيه البعض الآخر منهم لدفن متظاهر لقي حتفه الجمعة الماضية، وفقا لمراسل الأناضول. وفي تصريح للأناضول، قال باسيفيك نينيناهازوي، رئيس "المنتدى من أجل تعزيز المجتمع المدني"، وأحد أبرز منظمي الاحتجاجات في بوروندي، أنّ "ثيوجان نيونديكو الذي سنرافقه إلى مثواه الأخير هو واحد من أبطالنا الخمسين الذين قضوا على أيدي أولئك الذين ندفع لهم من أجل حمايتنا"، مضيفا أن "هؤلاء الأبطال يناضلون من أجل كرامتنا". وتأتي استئناف المظاهرات بناء على دعوة أطلقتها المعارضة والمجتمع المدني في بوروندي، للنزول إلى الشوارع، في أعقاب إعلان الهيئة المشرفة على الانتخابات، مساء أمس الاثنين، عن الأجندة الانتخابية الجديدة. ونزل المحتجون من الشباب، اليوم، بكثافة في ضاحيتي "موتاكورا" و"سيبيتوكي" للعاصمة بوجمبورا، حيث قال أحدهم، ويدعى بروسبير نزوكيرا، للأناضول: "نحن نواجه قمعا عنيفا من قبل قوات الأمن التي تستخدم الأعيرة النارية الحيّة، لتفريقنا وإبعادنا عن الشارع الرئيسي لسيبيتوكي، وتجبرنا على الهروب نحو الأزقة لتتبعنا في مرحلة موالية". أما في ضاحية نياكابيغا الحضرية، فقد حاول المحتجون إضرام النار في الإطارات المطاطية لقطع الطرقات، غير أنّ قوات الأمن قامت بإطلاق النار في الهواء وتفريقهم. كما حاصرت أجهزة الجيش والشرطة، منذ فجر اليوم، ضواحي موساغا وكانيوشا، والتي تعدّ من أبرز معاقل الاحتجاجات في البلاد، لمنع أيّ تجمّعات فيها، بحسب المصدر نفسه. وأعلنت الهيئة المشرفة على الانتخابات في بوروندي، أمس الاثنين، عن الأجندة الانتخابية الجديدة، حيث أرجأت الانتخابات التشريعية المقررة في الأصل ليوم 5 يونيو الجاري، إلى 26 من الشهر نفسه، وأجّلت الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 26 يونيو الجاري إلى 13 يوليو المقبل. وبالنسبة لانتخابات مجلس الشيوخ، فقد حددت ليوم 24 يوليو/ تموز المقبل. وتعيش بوروندي، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، التي كادت أن تطيح بحكم نكورونزيزا، في 13 مايو الماضي، أزمة سياسية وأمنية، على خلفية احتجاجات دامية اندلعت شرارتها الأولى في 26 أبريل الماضي، عقب الإعلان الرسمي عن ترشح الرئيس الذي يحكم البلاد منذ 2005، لولاية ثالثة، في الانتخابات المزمع اجراؤها في ال26 من الشهر الجاري.