اختتمت ظهر اليوم الخميس في العاصمة الروسية موسكو أعمال مؤتمر "الأمن والاستقرار والمستقبل المشترك في منطقة شنغهاي"، وأصدر المجتمعون بيانًا أكدوا فيه على ضرورة تضافر وتكثيف الجهود للتصدي لخطر الإرهاب والتطرف. وكان المؤتمر قد افتتح صباح اليوم بمشاركة الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون (روسيا، الصين، أوزبكستان، طاجيكستان، كازاخستان، وقرغيزستان)، والدول التي تتمتع بصف مراقبة (إيران، باكستان، الهند، أفغانستان، منغوليا) والدول الشريكة في الحوار مع المنظمة (روسيا البيضاء، تركيا، سريلانكا). وألقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كلمة بلاده في مستهل أعمال المؤتمر، وركز فيها على أن الأمن والاستقرار من مقومات التنمية المستدامة المنشودة لدول منطقة اتفاقية شنغهاي وشركائهم. وأضاف أن نتائج اجتماع اليوم ستشكل أساسًا جيدًا لتعميق التعاون بين دول المنظمة والدول الأخرى في منطقتها وكذلك مع المنظمات الدولية على اختلاف تخصصات عملها، مشددًا على ضرورة تضافر كل الجهود للتصدي للتطرف والإرهاب، ومواجهة مخاطر أخرى كالتدخلات المتزايدة في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى ومحاولات فرض نموذج أو نظام سياسي معين في تلك البلدان، وكذلك مخاطر انتشار أسلحة الدمار الشامل ونقص الغذاء والمياه الصالحة للشرب والفقر وتغيير المناخ والأوبئة. وتطرق لافروف إلى أن أحد أهم الأهداف الملحة أمام المنظمة هو استعادة الأمن والاستقرار في أفغانستان، قائلًا: "فقد استغل الإرهابيون الأوضاع في ذلك البلد ووجدوا مصدرًا لتمويل إرهابهم من خلال زراعة وتجارة المخدرات، وأصبحت أراضي أفغانستان ملاذًا لكل الإرهابيين الذين يزرعون الفوضى والموت في مختلف أنحاء العالم تحت ذريعة دينية كاذبة". وأضاف لافروف: "بالأمس كانت القاعدة وها هو تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" يحتل أجزاءً واسعة من أراضي العراق وسوريا ويسيطر على منابع النفط فيها معلنًا الخلافة مستغلًا الفوضى الناشئة في بعض البلدان كأفغانستان وسوريا والعراق نتيجة تدخل قوى خارجية ومحاولة فرض أشكال وآليات حكم جديدة فيها. وأكد لافروف على ضرورة خلق منظومة أمن المعلومات لمنع استخدام التقنيات الحديثة في نشر الفكر المتطرف والإرهاب وهو ما يتضمنه مشروع برنامج تعاون دول المنظمة الذي يمتد من عام 2016 إلى عام 2018 والمنتظر إقراره في قمة دول المنظمة التي ستنعقد في مدينة أوفا الروسية يومي 9-10 حزيران/ يونيو القادم. وتوالت بعد ذلك كلمات أعضاء الوفود الذين أكدوا جميعًا على ضرورة تضافر الجهود في التصدي للتطرف والإرهاب، وفي تعميق التعاون وصولًا للتنمية المستدامة، وتوسيع عضوية المنظمة بما يمكنها من تحقيق أهدافها وتوطيد علاقاتها مع الدول غير المنضوية في المنظمة أو مع المنظمات الإقليمية والدولية وصولًا للأمن والاستقرار المنشودين. وأعربت الدول الموقعة على البيان الختامي عن قلقها العميق إزاء التهديدات المتزايدة للإرهاب والتطرف وتهريب المخدرات والجريمة المنظمة العابرة للحدود. وأكد البيان على الالتزام بمبادىء ومقاصد ميثاق الأممالمتحدة وأحكام القانون الدولي وحقوق الإنسان، بما يحقق أعلى درجات التعاون بين الدول دون تدخل بالشؤون الداخلية لأي منها، وعدم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها. كما أكد البيان على الأهمية الاستثنائية للذكرى السبعين للنصر على النازية ولتأسيس الأممالمتحدة، للاستفادة من دروس التاريخ، وبذل الجهود وتضافرها من أجل ضمان حياة كريمة لكافة شعوب ودول العالم. ودعا البيان إلى فتح آفاق الحوار على كافة المستويات، لا سيما في مجالات التعاون الاقتصادي، والغذاء، والطاقة، والنقل، وصولًا للتنمية المستدامة لدول المنطقة والعالم. وشدد البيان على احترام واستقلال وسيادة ووحدة أراضي جمهورية أفغانستان معلنًا ترحيبه بتطلع دول وشعوب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لاستعادة الاستقرار في بلدانهم. وثمن البيان الجهود التي تبذلها إيران والوسطاء الدوليين بمشاركة الاتحاد الأوروبي من أجل التوصل إلى اتفاق شامل بشأن تسوية الوضع حول البرنامج النووي الإيراني.