أحيت الأممالمتحدة اليوم الأربعاء الذكرى الخامسة والستين لتأسيس وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا وذلك بعقد مؤتمر في مقر الأممالمتحدة بمدينة نيويورك، شارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي،بالنيابة عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فضلا عن كبار المسؤولين في وكالة الأونروا وممثلي عدد من الدول العربية والإسلامية في المنظمة الدولية. وأكد المشاركون في كلماتهم خلال جلسات المؤتمر، على ضروة زيادة الدعم المالي لوكالة الأونروا حتى تتمكن من مواصلة تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والأردن. وقال بان كي مون، في كلمته إن الأونروا موجودة بسبب الفشل السياسي، وغياب حلٍّ عادل ودائم لمعاناة اللاجئين الفلسطينيين،ولذلك أصبحت الأونروا أكثر من مجرد وكالة، أصبحت شريان حياة. مجدداً دعوته لقادة إسرائيل وفلسطين والأطراف المعنية بعملية السلام للعمل من أجل استئناف المفاوضات بدون تأخير، ووضع حدٍ للأعمال أحادية الجانب التي تقوض الثقة، على حد وصفه. وأردف قائلا وفي نفس الوقت يتعين ألا يقود الفشل السياسي إلى فشل إنساني وبالتالي أخلاقي، يجب أن نواصل تقديم كل الدعم الإنساني والدبلوماسي للاجئين الفلسطينيين، ومن حقهم أن يعيشوا حياة تتوفر فيها الكرامة والفرص. ومن جانبها قالت حنان عشرواي ثمة أكثر من 5.4 مليون لاجئ فلسطيني تم تشريدهم منذ نكبة 1948،التي شهدت ارتكاب الميليشيات الإسرائيلية لأكثر من 74 مجزرة وقتل أكثر من 15 ألف فلسطيني، وحرق وتدمير نحو 530 قرية ومدينة فلسطينية، وطرد أكثر من 800 ألف فلسطيني أو إجباراهم على الفرار من قراهم. وأكدت حنان عشرواي في كلمتها عزم القيادة الفلسطينية مساءلة إسرائيل على الجرائم التي ارتكبتها بحق الفلسطينيين ،وأعربت في الوقت نفسه عن تقديرها العميق للبلدان المستضيفة للاجئيين الفلسطينيين،وفي طليعتها سوريا ولبنان والأردن. وتابعت قائلة إننا نناشد مرة أخرى المجتمع الدولي تجديد التزامه بوضع حدٍ لهذه المأساة مع تحقيق حلٍ عادلٍ لمحنة اللاجئين الفلسطينيين،وفقا للقانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة... إن حقوق اللاجئين الفلسطينيين لا يمكن إلغاؤها.. وهي واحدة من أهم الأولويات بالنسبة للشعب الفلسطيني ولقيادته، وتمثِّل قضية أساسية يجب حلَّها لإبرام تسوية سلمية نهائية.. إنَّ إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين أمر حتمي لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وشددت عشرواي على أنَّ منظمة التحرير الفلسطينية لا تزال ملتزمة تماما بتحقيق سلامٍ حقيقي يستند إلى القانون الدولي ومقتضيات العدالة، وأنها حاولت باستمرار إنقاذ حل الدولتين. ومن جانب آخر، وصف بيير كرينبول، المفوض العام لوكالة الأونروا، إحياء الذكرى الخامسة والستين لتأسيس الوكالة، بأنها بمثابة دعوة إلى التفكير والتأمل فيما يعنيه أن يكون الإنسان لاجئًا فلسطينيًا"، مضيفاً أنه لم يرَ منظمة غير حكومية سوى الأونروا قادرة على مواصلة عملها على الرغم من الخسائر الكبيرة التي منيت بها، بما فيها خسارة 10 موظفين خلال النزاع الأخير في غزة و14 موظفا في سياق النزاع السوري.