شر البلاء

رغم أن الحج هو موسم للتجرد من الذات والابتعاد بها عن كل موبقة ولا رفث فيه ولا فسوق إلا أن بعض المواقف قد تجبر الإنسان إلى الخروج عن هذا التجرد والشفافية , بل وارتكاب الجرائم البشعة , وذلك لأن شر البلاء قدر غير ملاطف فيه.

هذا بالفعل ما حدث مع حاج كويتى عمره 24 عاما ذهب إلى مكة المكرمة بصحبة عائلته وخرج منها ملقى القبض عليه بتهمة قتل شاب سعودي يبلغ من العمر 25 عاما عبر طعنه بنصل زجاجة مكسور في رقبته مما أدى إلى وفاته في الحال.

فى صباح اليوم خرج الشاب الكويتي للتبضع من احدى المتاجر القريبة ولا يدرى انه سيدخل هذا المتجر ويخرج منه قاتلا .

فالشاب الذي قدم للحج مع أهله, خرج من مقر بعثة الحجاج الكويتيين بحي الغسالة للتبضع وشراء طعام الإفطار، لأنه كان صائماً، وإذ به يلتقي الشاب المجنى عليه في حالة غير طبيعية ويحمل في يده زجاجة عصير واخذ يعترض طريقه فى المتجر عدة مرات ولما نبهه الى انه يريد ان يسير فى طريقه ويبتعد عنه فوجئ بالشاب السعودي يقوم باعتراض طريقه عنوة في محاولة لاستفزازه .

دار بينه وبين المجني عليه نقاش حاد تحولت الى مشادة كلامية قام على اثرها الشاب السعودي بالاحتكاك بالكويتي, الذي حاول تفاديه والابتعاد عنه, قائلا له "يا أخي أنا حاج وصائم، وأريد كفّ المشاكل ابتعد عني".

فجأة شرع الشاب السعودي الذى لم يعجبه الحديث فى ضرب الحاج الكويتي بزجاجة العصير التى كان يحملها فى يده , الا ان الشاب الكويتى قام بالتقاطها منه بعدما سقطت على الارض فانكسرت وصار لها أنصال قاتلة , حاول السعودى استردادها منه بقوة فما كان من الكويتى الا ان تلقاه بطعنة قاتلة فى رقبته.

سقط السعودى على الأرض بينما سالت الدماء منه رقبته بغزار , فهرع الحاج الكويتى بنقله الى قسم الطوارئ بمستشفى الملك فيصل في مكة المكرمة مؤكدا انه وجده مطعونا, وانه بنقله للمستشفى يقوم بعمل انسانى .
ترقب الشاب الكويتى الحالة الصحية للشاب السعودي الا انه ارتجف بشدة حينما اخبره الأطباء بأنه مات وطلبوا بقائه لأخذ أقواله فى تفاصيل الحادث والهيئة التى وجده عليها لجهات التحقيق بحسب ما اخبرهم.

تصنع الشاب الكويتى عدم خوفه حتى انتهز الفرصة للهرب وهو لا يعرف وجهته الا ان الشرطة السعودية ممثلة في الدوريات الأمنية وفرق البحث والتحري الجنائي ضبطته بعد نصف ساعة فقط من وفاة المجنى عليه .
ويتولى التحقيق في القضية مركز شرطة المعابدة، حيث خضع الحاج الكويتي للتوقيف والتحقيق معه، وسيتم عرضه غداً على دائرة النفس بهيئة التحقيق والادعاء العام بحكم الاختصاص.

الغريب ان وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية رئيس بعثة الحج الكويتى اكد أن الجاني ليس مدرجا في سجلات بعثة الحج الكويتية.

وانه تم البحث في اسماء الحجاج المسجلين رسميا في الحملات الكويتية، واتضح ان القاتل غير مسجل في اي من الحملات، وعليه فان الأمر تختص بمتابعته القنصلية الكويتية، بوصفه مواطنا كويتيا.

هكذا فشل الحاج الكويتى فى اجتياز اختبار الصبر على البلاء , وصدق رسول الله ان الشديد ليس شديد السرعة ولكن الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب.