قال محللون الثلاثاء إن تأكيدات الولاياتالمتحدة على أن متشددي تنظيم "داعش" في موقف دفاعي حتى عندما طردوا القوات العراقية من مدينة الرمادي تظهر أن التصريحات الأمريكية افرطت في التفاؤل بشأن الصراع في كثير من الأحيان. وفي الفترة التي سبقت تقهقر القوات العراقية خلال مطلع الأسبوع هون كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين من الأهمية الاستراتيجية للمدينة وهي عاصمة محافظة الأنبار الشاسعة وقالوا إن التقدم الذي تتباهى به صفحات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي مجرد مكاسب على المدى القصير. وقال الجنرال بمشاة البحرية توماس ويدلي للصحفيين الجمعة قبل يومين من سقوط الرمادي "نحن نعتقد اعتقادا راسخا أن داعش (الدولة الإسلامية) في موقف دفاعي في جميع أنحاء العراق وسوريا وتحاول الحفاظ على الانتصارات السابقة أثناء القيام بهجمات على نطاق صغير وعلى مستوى محلي مع شن هجمات معقدة أو كبيرة بين الحين والآخر لتغذية جهازهم الدعائي". وقال اللفتنانت جنرال المتقاعد ديفيد بارنو الذي يعمل الآن في احدى الجامعات الأمريكية إن جزءا من الصورة الأمريكية للصراع يرجع إلى "ضبابية الحرب مع عدم معرفة ما يحدث فعلا على أرض المعركة وعدم القدرة على رؤية ما يحدث". لكن بارنو وغيره من المحللين أشاروا إلى أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين ربما كانوا يسعون جاهدين لوصف الأحداث بطريقة إيجابية بدلا من اعداد الناس لصراع طويل وشاق. وقال بارنو "أعتقد أنه كان هناك قدر من التفاؤل غير مبرر بشأن التقدم الذي تحقق ضد الدولة الإسلامية على مدى الأشهر الستة الماضية أو نحو ذلك." وأضاف أن الرمادي كانت أكبر نجاح للتنظيم المتشدد منذ استولى على الموصل العام الماضي وأعلن قيام خلافة إسلامية. وقال بارنو "من ثم هذه مسألة لها أهمية كبيرة جدا واعتقد أن البيت الأبيض لم يكن يتوقعها حقا... وربما (لم تتوقعها) الحكومة العراقية أيضا".