دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي المغربي الحسن الداودي إلى ما أسماه رفع الوصاية المفروضة على دول القارة السمراء من طرف الدول المتقدمة، وخلق تعاون اقتصادي إفريقي غير مرهون بالمساعدات الأجنبية. وأكد الداودي خلال مشاركته في أعمال المؤتمر المغربي الجابونى الثاني للأعمال والتشغيل والمنظم بالشراكة بين المؤسسة الدبلوماسية والسفارة الجابونية بالمغرب، أن زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى 4 دول إفريقية والمقررة بعد غد الأربعاء تهدف إلى إظهار البعد الاقتصادي لإفريقيا. وربط الوزير بين تحقيق القارة الإفريقية لتنمية اقتصادية حقيقية وبين رفع الوصاية عنها من جانب القوى الاقتصادية الكبرى، معتبرا أن المساعدات المقدمة من قبل هذه الدول دائما ما تكون فقط غطاء للبحث عن أسواق جديدة، داعيا في الوقت ذاته إلى ترك إفريقيا تتحمل مسؤوليتها وتحقق تنميتها الاقتصادية. ووصف القارة الإفريقية بأنها كانت متعبة نظرا للاستغلال الذي تعرضت له مواردها من قبل الدول الصناعية الكبرى، لهذا فهي تحتاج إلى نفس جديد يكون قائما على التعاون الاقتصادي بين الدول الإفريقية، منتقدا توجه الدول الإفريقية نحو الدول الغربية لإقامة علاقات اقتصادية بينما لا يلتفت كل بلد إفريقي لجاره لإقامة تحالف اقتصادي يكون فيه الطرفان رابحان. كما وجه رسالة إلى الطلبة الجابونيين في المغرب والذين حضروا بكثافة للمنتدى، مفادها أن المغرب تعمل على تسهيل إقامتهم، مقترحا على المسؤولين في الجابون إقامة شراكات في مجال البحث العلمي، خصوصا في قطاعي الزراعة والمعادن. وتوقع أن تساهم زيارة العاهل المغربي إلى الجابون في تقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مضيفا أن تحقيق التعاون الاقتصادي بين الدول الإفريقية هو أمر ملح خصوصا وأن القارة السمراء ستكون مستقبل التنمية الاقتصادية العالمية. ودعا إلى ضرورة التخلص من النظر إلى القارة الإفريقية على أنها قارة الثورات الطبيعية والمواد الأولية فقط وإنما هي قارة المؤهلات البشرية الضخمة، ولن يتم تغيير هذه النظرة إلا من خلال معرفة تسويق مؤهلات القارة السمراء في الخارج وفق رؤية الوزير المغربي. من جهته، كشف عبد السلام الصديقي وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية المغربي أنه يعمل مع نظيره الجابوني على مجموعة من المشاريع أهمها مشروع اتفاقية الحماية الاجتماعية، لمواطني البلدين، خصوصا وأن تنقل المواطنين بين البلدين أصبح يعرف منحى تصاعديا، ويبلغ عدد المغاربة المقيمين حاليا في الجابون أكثر من ألفي مغربي. وأكد أن المغرب يسعى إلى تطوير مشاريع مشتركة بين البلدين.