أكد خبراء أمنيون مختصون في شئون الإرهاب، اليوم الأحد، أن تنظيم داعش يسعى من خلال السيطرة على أجزاء من الرمادي (مركز محافظة الأنبار)، إلى تأخير العملية العسكرية لاستعادة مدينة الموصل منه، إضافة إلى بث الرعب في صفوف الجنود العراقيين من خلال سياسة "الكر والفر". وقال "داود السعدي" الخبير في الشئون الأمنية والإرهاب، في تصريح للأناضول: "إن داعش يلجأ إلى اتباع استراتيجية جديدة، انتقاما لخروج بعض المناطق من سيطرته، ولتأخير عملية استعادة الموصل". وأضاف السعدي "أن داعش يحاول ردع العملية العسكرية التي تستمرالاستعدادات لها من قبل الحكومة العراقية، فالتنظيم يتبع سياسة الهجوم على مناطق جديدة ثم الانسحاب منها، بدلا من السيطرة عليها، ليرسل رسالة مفادها أنه لايزال يمتلك القوة". وأضاف الخبير أن داعش يريد تنشيط "الخلايا النائمة"، في بعض المناطق ليفتح جبهات حرب جديدة، مشيرا إلى احتمال لجوء التنظيم إلى هذه الخطة خلال الأيام المقبلة، وتنفيذها في منطقه البيجي، والحدود العراقية السورية، والعراقية الأردنية. من جانبه، قال "جاسم حنون" خبير أمني آخر مختص في شؤون الإرهاب، للأناضول: "إن داعش غيّر استراتيجيته، وأصبح لا يكترث بإبقاء سيطرته على الأماكن التي يدخلها، وبعد تقلص قوته وتراجعه من مناطق عدة، خلال الفترة الأخيرة، شن هجوما على الرمادي بقصد الترويج عبر وسائل الإعلام، واستعادة قوته القديمة". وأشار حنون، إلى أن داعش يحاول إنشاء المشروعية التي فقدها في ديالى وتكريت ومناطق كركوك، من خلال السيطرة على الأنبار، مضيفا: "يهدف داعش إلى بث الرعب في صفوف قوات الأمن، والحشد الشعبي، والشعب". وسيطر مسلحو "داعش" قبل يومين، على المجمع الحكومي وسط الرمادي، بعد انسحاب القوات الأمنية منه نتيجة شدة الاشتباكات وتفجير العربات المفخخة من قبل مقاتلي التنظيم. وبسيطرة "داعش" على المجمع الحكومي وأحياء ومناطق أخرى داخل الرمادي نتيجة الهجوم الواسع الذي شنّه، أول أمس الجمعة، بات التنظيم المتشدد قريباً من السيطرة على المدينة بالكامل، بحسب مصادر أمنية. وفي 10 يونيو/ حزيران الماضي، سيطر تنظيم "داعش" على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى العراقية قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمالي وغربي وشرقي العراق، وكذلك شمالي وشرقي سوريا، وأعلن في الشهر ذاته قيام ما أسماها "دولة الخلافة". وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش"، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم.