صابرين: أرفض أن أكون زوجة في السر.. وأطفال الشوارع أبرز ضحاياه عبير: المؤسسات الدينية مطالبة بتوعية الشباب بمخاطر الزواج العرفي ريهام: الحكومة المتهم الأول في انتشار الزواج العرفي المصري: التحرر في ملابس الفتيات وراء لجوء الشباب للأساليب غير الشرعية اتحاد شباب الصعيد: حاكموا مناهج التربية والتعليم الفقر والبطالة.. مغالاة الأهل في الشبكة والمهور.. غياب الرقابة الأسرية.. عدم الاهتمام بالتربية الدينية في مناهج التعليم.. هذه هي أبرز مفردات لائحة أسباب الزواج العرفي في الجامعات.. الذي غالبا ما يكون "أطفال الشوارع" ثمرته وضحيته في الوقت ذاته. اللائحة تضم بالطبع أسبابا أخرى، بحسب آراء الشباب أنفسهم، فالبعض حمل الحكومة مسئولية انتشار الظاهرة ، والبعض ألقى باللوم على تحرر الفتيات في ملابسهن.. فيما ارتأى فريق ثالث أن بعض الفتيات يفكرن بمنطق " اشمعنى كل البنات متجوزين وأنا لأ". فى هذا التحقيق نرصد مختلف آراء الشباب في أسباب ودوافع ونتائج انتشار الزواج العرفي في الجامعات. إهانة للفتيات في البداية تؤكد صابرين حسين، 26سنة، أنه لا يوجد شئ يجبر المرأة على الموافقة علي الزواج السرى، فهو إهانة للزوجة نظرا لعدم اعتراف شريك حياتها بها أمام الناس، وإن كانت هناك حالات استثنائية ونادرة للزواج العرفي، مثل قبول السيدات بالزواج من أجل المعاش، لافتة إلى أنها ترفض الزواج العرفي وأن تكون زوجه في السر. واعتبرت أن أكبر سلبيات الجواز العرفي تتمثل في الأطفال مجهولي النسب، فالفتيات يعلمن جيدًا أن هذا الزواج لن يستمر طويلاً، ولذا تعتقد بعضهن أن إنجاب الاطفال يمكن أن يكون سببًا في استمرار الزواج أو العلاقة، ولكن للأسف الأطفال هم الضحية. وتتفق عبير إبراهيم مع صابرين في رفض الزواج العرفي، نظرا لأن الزواج يعني التوثيق والإشهار، بينما الزواج العرفي غير موثق ولا يضمن حق الزوجة فيما بعد، كما أنه يضيع حقها وكرامتها ويصبح زواجها مرتبط بورقة من السهل التخلص منها فى أي وقت. وارجعت أسباب لجوء الشباب للزواج العرفي إلى عدم قدرتهم على تكوين أسرة بسبب الظروف الاقتصادية، وخاصة في ظل العادات والتقاليد التي تعرقل الشباب عن الزواج مثل الشبكة والشقة، مطالبة بضرورة توعية الشباب بمخاطر الزواج العرفي عن طريق المؤسسات الدينية والجمعيات الأهلية، وبتخلى الأسرة عن العادات والتقاليد التي تقيد الشباب وتجعله غير مقبل أو مرحب بفكرة إنشاء بيت وعائلة. وأشارت إلى أن الزواج العرفى منتشر بشكل واضح وسط شباب الجامعات المغتربين، مؤكدة أن من أخطر أنواع الزواج زواج المتعة. متابعة الأسرة أما ريهام سعيد فقالت إنها ضد الزواج العرفي، الذي انتشر بين الشباب بسبب عدم قدرتهم على تحمل تكاليف الزواج الشرعي، نظرًا لمغالاة بعض الأهالي في مطالبهم وفقا للعادات والتقاليد الخاطئة التي مازالت موجودة حتى الآن. ورأت أن المتسبب الأول والاخير في انتشار هذه النوعية من الزواج هي الحكومة؛ لأنها لا تستطيع توفير فرص عمل للشباب، مما يدفعهم إلى الطريق الخطأ، فضلاً عن عدم الوعي الديني الكافي لديهم، وعدم مراقبة الآباء والامهات للأبناء. ويفرق وليد المصري، طالب بجامعة الازهر، بين أسباب انتشار الزواج العرفي بين شباب الريف والمدن، إذ إن شباب المدن يرون دائمًا تحرر الفتيات في ملابسهم، وهو ما يكون دافعا لديهم للزواج العرفي، أما الشباب في القرى فقليلاً ما يرون تحررا في ملابس الفتيات مثلما يحدث في المدن، لكنهم يلجأون إلى الزواج العرفي كأحد الحلول البديل للعادة السرية والانحراف والشذوذ.. وإن كان الاثنان يتفقان في عدم توافر النواحي المادية اللازمة للزواج الشرعي، بل ويأخذ أغلبهم المال من الأهل، وهو ما يجعل الزواج العرفي أكثر انتشار في المدن والجامعات. وأشار إلى أن بعض الفتيات تذهب إلى الزواج العرفي نتيجة للظروف المادية لمن تحب، أو لإصلاح خطئها مع صديق لها بالعرفى، فيما يفكر البعض الاخر بمنطق " كل البنات متجوزين وانا لأ.. أكيد أنا وحشة وفيا عيوب"، وهو ما يجعلها توافق على الزواج العرفي، بهدف الاطمئنان لأنها مرغوب فيها. أفكار منحدرة ويرى أشرف التعلبي، رئيس اتحاد شباب الصعيد، أن التربية والانفتاح الاسري وراء انتشار الزواج العرفي، وأن هذه الظاهرة تنتشر بين أبناء المدن أكثر من الريف، نظرا لحفاظ الأخير علي العادات والتقاليد. وعزا أسباب ارتفاع معدلات الزواج العرفي إلى انتشار المخدرات وظروف المعيشة الصعبة التي أصبحت عاملا مهما في انشغال الاسرة عن الابناء، وعدم الاهتمام بالتربية الدينية في مناهج التعليم والبعد عن الله سبحانه وتعالي. ولفت أحمد حمدي، طالب بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إلى أن الأسرة هى المسؤول الأول والأخير عن الزواج العرفي، وخاصة في ظل التقدم التكنولوجي الرهيب وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتوتير، ولاسيما أن أفكار أغلبية شباب الجامعات من الجنسين أضحت منحدرة وغير سليمة إلى حد كبير، ومن ثم فإن أغلبهم يسعون إلى الزواج العرفي من أجل المتعة فقط.