أكدت دراسة اجتماعية أجريت في المركز القومي للبحوث الجنائية أن تراجع دور الأسرة في متابعة الأبناء يشكل سببا رئيسيا في انتشار مشكلة الزواج السري بين طلبة الجامعات وأشارت الدراسة إلي أن التفكك الأسري أبرز العوامل المؤدية إلي حدوث مشكلة الزواج العرفي السري بين طلبة الجامعات. وأرجعت الدراسة التي شملت2616 مفردة من طلبة الجامعات المصرية الحكومية والخاصة ومن المعاهد لجوء الطلبة إلي( الزواج العرفي) السري إلي تراجع دور الأسرة في متابعة الأبناء وغياب التفاعلات الأسرية. وأشارت الدراسة إلي أن آباء ما يقرب من نصف العينة يعملون في مهن عليا أو وظائف تخصصية وفي المقابل فإن نفس نسبة من الأمهات لا يعملن مما أثار التساؤل عن أسباب انشغال الأمهات عن متابعة هؤلاء الأبناء وتوعيتهم. وبحسب الدراسة أدي انشغال الوالدين في البحث عن فرص عمل سواء داخل مصر أو بالسفر إلي الخارج لتحسين المستوي المعيشي نظرا لاختلال الأوضاع الاقتصادية إلي انخفاض الرعاية اللازمة للأبناء ومتابعتهم بالصورة الملائمة وخلصت الدراسة إلي عدم وضوح الرؤية لدي غالبية الشباب( عينة البحث) بمفهومي الزواج العرفي الصحيح والزواج الشرعي مشيرة إلي ضعف مصادر المعرفة الصحيحة لدي هؤلاء الشباب وطالبت الدراسة بتوعية الأباء بأهمية تنشئة الأبناء علي الأسس القائمة علي القيم الدينية والأخلاقية وأن التنشئة السليمة من أهم أساليب الوقاية من الانحراف والقضاء علي الأنماط السلوكية السلبية السائدة في مجتمع الشباب. كما اقترحت الدراسة بعض الحلول والتوصيات لمواجهة الزواج العرفي السري بين طلبة الجامعة حيث طالبت الآباء بزيادة الرعاية والمتابعة الأسرية لأبنائهم دون تشدد مبالغ فيه, وكذلك توعيتهم بأهمية تقوية العلاقات بين أفراد الأسرة وتبادل المعلومات والمعارف في الموضوعات المختلفة وخاصة المتعلقة بموضوع الزواج وأهمية حل المشكلات الأسرية من خلال الحوار والتفاهم فيما بينهم وعدم مغالاة الأهل في مهور الفتيات وتكاليف الزواج وتشجيع الشباب علي تكوين أسرة في حدود الإمكانات المتاحة.