أطلقت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" على موقعها الإلكتروني، صفحة خاصة لنشر الكتب التراثية المترجمة للغات الشعوب الإسلامية المكتوبة بالحرف القرآني المنمط، من أجل تمكين القارئ الأفريقي والآسيوي من الإطلاع على التراث الإسلامي بلغته الوطنية مكتوبة بالحرف العربي الذي اختارت له الإيسيسكو اسم (الحرف القرآني) الذي يرمز لتنوع الأمة الإسلامية، في إطار جامع من الوحدة، حيث كان هذا الحرف يسمى (جاوي) في جنوب شرقي آسيا، و(عجمي) في أفريقيا الغربية، و(عثماني) في تركيا وآسيا الوسطى إلى حدود الصين. ويهدف المشروع إلى إحياء كتابة لغات المسلمين التي كانت تكتب بالحرف العربي حتى منتصف القرن العشرين الميلادي، عندما عمد الاستعمار إلى إحلال الحرف اللاتيني مكانه، "باستثناء الفارسية، والأردية، والباشتونية، والسندية"، فانحسر بالتدريج وانحصر استعماله في مجالات محدودة في التعليم الديني، ومحو الأمية، والمراسلات والمعاملات اليومية. واستجابة للدعوات المطالبة بإعادة كتابة هذه اللغات بالحرف العربي كما في السابق، اعتمد مشروع "استعمال الحرف العربي لمكافحة الأمية" الذي تبنته اليونسكو والبنك الإسلامي للتنمية وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية سنة 1984، ثم انضمت إليه الإيسيسكو سنة 1985، وهو المشروع الذي تمخض عن (أبجدية الإيسيسكو العربية الأفريقية) التي تشتمل على ثلاثة وأربعين (43) حرفاً صامتا، وثمانية (8) حروف صائتة، وعدد من الأصوات المزدوجة. وقد اتسع استعمال هذه الأبجدية، بعد أن كانت محصورة في البدء في نحو عشر لغات أفريقية، في ضوء الدورات التدريبية والمجهودات العلمية، إلى عدد متنام من اللغات الأفريقية تجاوز الثلاثين (30) لغة. وعرف هذا المشروع تطوراً كبيراً، انطلاقاً من سنة 2006، حيث تمت حوسبة هذه الأبجدية، بالتعاون مع جامعة أفريقيا العالمية بمدينة الخرطوم في جمهورية السودان، واستحداث ثلاثة (3) خطوط، انطلاقاً من خط النسخ، وهي: أفريقيا 1، وأفريقيا 2، وتمبكتو. كما تمثل هذا التطور أيضاً في استحداث البرنامج الطباعي الحاسوبي لكتابة لغات الشعوب الإسلامية، مع توفير دليل لاستخدامه. وكان من ثمار هذه التطورات التقنية أن قامت الإيسيسكو بالتعاون مع عدد من المؤسسات التربوية والعلمية والثقافية المعنية، وعلى رأسها جامعة أفريقيا العالمية، بترجمة وطباعة ونشر أحد عشر (11) عنواناً تراثياً وفقهياً إلى أربع عشرة (14) لغة أفريقية، ليبلغ مجموع ما ترجم وطبع ونشر من كتب، خمسين (50) كتاباً، تمت رقمنتها ونشرها إلكترونياً عبر هذه الصفحة. وللإشارة، فإن هناك أكثر من مائة لغة من لغات المسلمين، كانت تكتب بالحرف العربي، منها أربعون (40) لغة أفريقية، وأربع وثلاثون (34) لغة من لغات آسيا الوسطى وروسيا وأوربا الشرقية، والبقية في جنوبي آسيا والصين وغيرها من بقاع المعمورة .