اسلام أباد: كشفت مصادر استخباراتية باكستانية الأربعاء عن اجتماع عُقد في العاصمة كابول بين مسئولين من المخابرات الباكستانية والافغانية وبحضور السفير الامريكي بافغانستان وقائد القوات الدولية ديفيد بترايوس لبحث سبل فتح قناة اتصال مع قيادة حركة طالبان. ونقلت قناة "الجزيرة" عن مصادر وصفت بالمطلعة "حضر هذا اللقاء ايضا مندوبا عن الرئيس الافغاني حامد كرزاي" ، في محاولة لايجاد وسيلة اتصال حقيقة بطالبان . وكانت حركة طالبان نفت تصريحات ديفيد بترايوس بشأن قيام جماعات صغيرة منها ألقت السلاح، مؤكدة ان شرط محاورة كابول هو رحيل القوات الأجنبية أولا. وكان بترايوس تحدث أمس عن 20 جماعة صغيرة من طالبان بدأت تتصل بالحكومة الأفغانية والقوات الأجنبية لتلقي سلاحها، وإن اعتبر ذلك مجرد مرحلة أولى لا ترقى إلى أن توصف بمفاوضات. ووصف بترايوس برجل يحاول "تقوية عزيمته بالإدلاء بتصريحات كاذبة"، وأكد أنه "لا أحد من مقاتلينا سيقبل مفاوضة الغزاة الأجانب أو أذنابهم". وأطلقت الحكومة الأفغانية خطةَ مصالحة تشمل برنامجا تموله المجموعة الدولية لتوفير المال والوظائف لمن يسلم نفسه من طالبان، لكنه يعرض أيضا مفاوضة كبار قادة التنظيم. ويشرف على الخطة مجلس أعلى للسلم يضم 60 عضوا بينهم نساء وزراء وزعماء حرب سابقون، وأيضا مسؤولون سابقون في طالبان. وكجزء من الخطة وكبادرة حسن نية، أمر الرئيس حامد كرزاي في يونيو/حزيران الماضي بمراجعة ملفات مئات السجناء الذين يشتبه في صلاتهم بطالبان. في سياق متصل ، اعتبر الرئيس الأمريكي باراك اوباما ان الحرب في افغانستان تواجه صعوبات أكثر من صعوبات الحرب في العراق، وتوقع استمرار هذا الوضع لعام اضافي. وقال اوباما في مقابلة مع مجلة "رولينج ستون" الثلاثاء "الاستراتيجية الامريكية في افغانستان لم تفشل بعد.. ولم تنجح بعد". وأوضح اوباما ان "افغانستان أصعب من العراق اذ هو البلد الثاني الافقر في العالم ، وليس لديه تقليد خدمة مدنية او بيروقراطية فعالة". وقال اوباما "انها قضية بالغة الصعوبة.. وأعتقد انه بعد عام سأظل اكتشف ان الامر قاس والوضع فوضى". ولفت اوباما الى احراز تقدم في افغانستان على بعض المسارات، بما في ذلك اقامة منطقة آمنة حول قندهار وتصفية القيادات الوسطى في طالبان وتجنيد وبدء تدريب القوات الامنية الافغانية، غير انه اضاف "لا شك ان قندهار ليست حتى الان مكانا امنا مثلما لم تكن الموصل والفلوجة مدينتين آمنتين في اوقات معينة من الحرب في العراق". واعترف الرئيس الامريكي بأن "هناك عوامل تعمل وهناك عوامل لا تعمل". وتعليقا على آفاق انسحاب القوات الاجنبية من افغانستان قال اوباما "لا أحد يريد أكثر مني ان نكون قادرين على انهاء تلك الحرب بطريقة نتأكد فيها ان المنطقة لا تستخدم كقاعدة لاعتداءات ارهابية ضد الولاياتالمتحدة .. ابتداء من يوليو/تموز 2011 سنبدأ مرحلة انتقالية واذا لم تنجح استراتيجيتنا فسنلجأ الى اعادة مراجعتها حتى نتأكد ان لدينا استراتيجية تعمل".