دبت الخلافات سريعا بين الرئيس الأفغاني حامد كرزاي والقائد الجديد للقوات الأمريكية هناك الجنرال ديفيد بيترايوس بسبب الخطة العسكرية الأمريكيةالجديدة للتعامل مع حركة طالبان. فمع بدء الجنرال بيترايوس لمهام عمله فعليا بزيارة أمس إلي إقليم قندهار جنوب البلاد لأول مرة منذ توليه مهام منصبه, والتي التقي خلال الزيارة بالجنرال البريطاني نيك كارتر, الذي أطلعه علي تفاصيل الاستراتيجية التي ينتهجها, كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن أن الخلاف نشب بين بيترايوس وكرزاي في اللقاء الأول بينهما في كابول الأسبوع الماضي, والذي سيطر عليه التوتر بحسب قول الصحيفة, بسبب إعادة تأكيد كرزاي معارضته لخطط أمريكية تقضي بمساعدة القرويين الأفغان ليقاتلوا حركة طالبان بأنفسهم. وقالت الصحيفة إن خطة برنامج تجنيد القرويين لحرب طالبان هي جزء من الاستراتيجية التي أقرها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أفغانستان, وقال مسئولون عسكريون امريكيون ان واشنطن تنوي توسيع ذلك البرنامج ونشره في42 موقعا في أنحاء البلاد رغم بعض الاعتراضات والمخاوف من عسكرة البلاد اكثر وخروجها عن السيطرة. وفي السياق نفسه, نفت جماعة الحزب الإسلامي المتمردة التي يتزعمها رئيس الوزراء الأفغاني الاسبق قلب الدين حكمتيار تقارير أفادت بأنها نقلت معلومات مخابراتية عن حركة طالبان إلي قوات الحكومة والقوات الأجنبية في أفغانستان. وكان الجنرال مراد علي مراد قائد القوات الافغانية في الشمال قد أكد أن مقاتلي الحزب نقلوا للحكومة وللقوات الأمريكية معلومات عن أماكن شخصيات بارزة في طالبان بالمنطقة للانتقام من الحركة عقب معركة وقعت مؤخرا بين الحزب الاسلامي وطالبان تكبد الحزب خلالها خسائر كبيرة. وعلي الصعيد الميداني, أسفرت نيران مدفعية طائشة للقوات الدولية في أفغانستان عن مقتل ستة مدنيين وإصابة آخرين, وأعلنت قوة المعاونة الامنية الدولية التابعة لحلف شمال الاطلنطي الناتو في بيان لها إن فريق تحقيق مشتركا بين القوات الأفغانية والحلف توصل إلي أن المدنيين قتلوا بعد فشل نيران المدفعية التابعة للحلف في إصابة هدفها بمنطقة جاني خيل في إقليم بكتيا. وقال مسئولو الحلف انهم يتحملون المسئولية الكاملة عن هذا الحادث المأساوي, وعبروا عن تعازيهم لأقارب الضحايا.