أعلن المجلس النرويجي للاجئين اليوم الأربعاء إن العام الماضي كان الأسوأ منذ نحو 33 عاما من حيث عدد النازحين داخل بلادهم ولكن لا تبدو مؤشرات تذكر على أن الحكومات ستتخذ إجراءات للتعامل مع المشكلة. وقال يان إيجلاند الأمين العام للمجلس في مؤتمر صحفي في جنيف "في كل يوم من أيام العام الماضي أجبر 30 ألف رجل وامرأة وطفل على مغادرة منازلهم بسبب الصراع والعنف." وأضاف أن إجمالي عدد النازحين ارتفع بمقدار 11 مليونا إلى رقم قياسي 38 مليونا ولا يشمل ذلك الأشخاص الذين تركوا بلادهم وتحولوا إلى لاجئين خارجها على الرغم من أن كثيرين من نازحي اليوم سيتحولون إلى لاجئين غدا. ولم تتوصل المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى تحديد أعداد اللاجئين الإجمالية للعام 2014 لكنها أشارت إلى أنهم بلغوا 16.7 مليونا مع نهاية عام 2013 وارتفع العدد منذ ذلك الحين. وجاء كلمات إيجلاند -وهو مسؤول كبير سابق في المجال الإنساني في الأممالمتحدة- في معرض تقديم تقرير عن وضع النزوح في 60 دولة. وذكر التقرير أن ستة من كل عشرة أشخاص نزحوا في العام 2014 تركزوا في خمسة بلدان فقط هي العراق وجنوب السودان وسوريا وجمهورية الكونجو الديمقراطية ونيجيريا. وأشار إيجلاند إلى أن سوريا حاليا "تحتل المرتبة الأولى بين الدول التي تشهد نزوحا في هذا الجيل" مع وجود 7.6 مليون نازح داخلي وأربعة ملايين لاجئ مشددا على أن معالجة المشكلة هو أمر ممكن. وأشار إيجلاند إلى أن أيا من النداءات الإنسانية لمساعدة الدول الرئيسية التي تشهد نزوحا في عام 2015 -وهي سورياوالعراق وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان- لم يتلق تمويلا يفوق العشرين في المئة من المبالغ المطلوبة. وأضاف "في بعض الحالات لا تجبر وحشية المسلحين فقط الناس على النزوح بل أيضا الافتقار إلى الحد الأدنى من الدعم." وشدد إيجلاند على أن معالجة الموضوع تتطلب استثمارات دبلوماسية وسياسية واقتصادية واجتماعية من الحكومات خصوصا دول العالم الكبرى ذات النفوذ والقادرة على وقف الحروب.