حسن حامد: ماسبيرو تحمل كثيرا .. والصحافة الإلكترونية فارس جديد مدير تحرير الأهرام: نعاني من سيولة المعايير الصحفية عمرو خفاجى: مواقع التواصل فرضت ال"نفاق" على المذيعين صاحب قنوات "سي بي سي": البقاء سيكون للأفضل ليليان : كيف نحتفل بالصحافة والسجون مليئة بأهلها؟! استضافت ساقية الصاوي، مساء أمس الأحد، لقاء بعنوان "الصحافة الآن"، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة والتعبير، بقاعة الحكمة، بدأت الجلسة الأولى بمشاركة حسن حامد الرئيس الاسبق لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، وعزت إبراهيم مدير تحرير صحيفة "الأهرام"، والإعلامي عمرو خفاجى عضو مجلس إدارة جريدة "الشروق"، ومحمد هاني رئبس قنوات "سي بي سي"، وأدارت الجلسة الأولى الإعلامية ليليان داود، التي قالت في بداية اللقاء كيف يمكن الاحتفال بيوم الصحافة وهناك معتقلون وموقوفون، مؤكدة أن الحريات لا تمنح بل تؤخذ عنوة. تحدث المشاركون في البداية عما فعلته ثورتي 25 يناير و30يونيو في الإعلام، فقال حسن حامد أنه سبق ثورة 25 يناير، ثورة في الإعلام الدولي الذي شهد ثورة مبنية على التقنيات، ومعتمدة على الكمبيوتر، مما أحدث تغيراً في شكل الاعلام على مستوى العالم، فقد كان الوضع في أوروبا يشبه الوضع في مصر، من حيث سيطرة الإعلام الحكومي حتى الثمانينيات من القرن الماضي. لكن الثورة الاعلامية أجبرت أوروبا على أن تغير من نفسها، ولفت إلى أنه كان من المفترض أن تنتقل هذه الثورة التكنولوجية إلى مصر، لكن رغبة النظام الحاكم وقتها في أن يستأثر بالإعلام المرئي والمسموع لتدعيم أركان النظام، حالت دون ذلك. تابع حامد: تلبية للطلب الشديد على الانفتاح الإعلامي اضطرت الدولة أن تسمح لأجهزة التقاط البث بالظهور، الأمر الذي ساعد القنوات المصرية الخاصة على التواجد، في خطوة ساهمت في تغيير الساحة الإقليمية والمصرية، لأن القنوات الفضائية أحدثت تغييراً في المجتمع المصري. من جانبه اعتبر الصحفي عزت إبراهيم أننا لازلنا نتعامل مع التكنولوجيا بميراث الماضي، قائلاً أننا في يوم الصحافة نستيطيع القول أن الصحافة في خطر نظراً لسيولة المعايير، وعدم الالتزام بها حتى في الصحافة التليفزيونية، مشيراً إلى تقرير اليونسكو الذي صدر مؤخراً عن الصحافة الجيدة وكيفية بنائها، بعد التدهور المهني في السنوات الماضية، ولفت إلى أن التكنولوجيا أصبحت موجودة كأداة، لكن من حيث المحتوى والمضمون لم نستفد منها، أو بمعنى أدق لم تصنع الكنولوجيا صحافة أو اعلام جيدين. اختلف الصحفي والإعلامي عمرو خفاجى مع ما قاله عزت إبراهيم، من حيث أن التكنولوجيا لم تساعد في تغيير المحتوى، قائلاً أنه لا فصل بين التكنولوجيا والمحتوى الذي يتطور بتطور التكنولوجيا. وهاجم الصحافة الإلكترونية، قائلاً أنها تغيب بها معايير الضبط الصحفية، قائلاً أن الصحافة الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي تدخلت لتفرض حالة من حالات النفاق للرأي العام لأنها تشكل ضغطا على الإعلاميين، فقد رأينا مقدم البرامج الذي يراعي ما ستقوله مواقع التواصل الاجتماعي فيؤدي أداءً معيناً إرضاءً للرأي العام. أما محمد هاني صاحب قنوات "سي بي سي" فيرى أن التكنولوجيا أداة وليست غاية، قائلاً: لا أحد يستطيع أن يوقف التطور، فهناك بالفعل أدوات تكنولوجيا لكن في مقابلها هناك فراغ في المحتوى الذي يقابلها. يتابع: الصحافة الورقية تستند على المواقع الالكترونية، والجميع يستند على انفجار المعلومات لا الأخبار، المعلومات التي ليس هناك رغبة في تدقيقها، هذا النوع من المعلومات تبنى عليه موضوعات وآراء، إذاً فالتكنولوجيا سهلت كل شئ، وأصبحنا نرى تكاملاً بين وسائل الإعلام الاكترونية والتليفزيون والاذاعة والصحافة، ليس هناك وسيلة يمكنها العمل بمعزل عن الوسائل الأخرى، التحدي الأساسي أنه مع الانفجار التكنولوجي كيف يمكن وجود محتوى له معايير مهنية دقيقة، نحن في مصر نعيش عصر اغتيال المعلومات. ويواصل: قد تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي في الضغط والابتزاز، وأحيانا تكون موجهة مثل اللجان الالكترونية، لكن الوجه الإيجابي لها أن مقدم البرامج حين يظهر على الشاشة يضع في اعتباره مواقع التواصل الاجتماعي، والرأي العام، قائلاً أن الأزمة ليست في تطور التكنولوجيا بل في كيفية التعامل معها. اعتبر حسن حامد، أن إعلام المواقع الإلكترونية هو فارس جديد يظهر على الساحة، وهو شريك قوي يشارك في وضع الأجندة، مؤكداً إزالة الفوارق بين المرسل والمستقبل لأن الكل يرسل ويستقبل، وقيمة التكنولوجيا أصبحت عالية لأنها غيرت المفاهيم. ولفت إلى أن الإعلام ضناعة تتطلب رأس مال وخبرات، قائلاً أنه في الحين الذي اعتمدت فيه الأجيال السابقة على مفهوم "الصبي" داخل الورشة لتعلم صناعة الإعلام، أصبح الجيل الجديد يعتمد على العلم ومعاهد تدريس مهنة الإعلام، مشيراً إلى أن المزج بين الطريقتين هو الذي يصنع الكوادر المؤهلة من صانعي الإعلام. وعن بناء الصحفي يقول عمرو خفاجى أن هناك فرقا ضخما بين التطور التكنولوجي والحداثة، المشكلة بين الأجيال ليس الإلمام بالتكنولوجيا أو عدمه، فالأهم هو الرغبة في الحداثة، مؤكداً أن الثورة في مصر لم تنمخض عنها ثورة Yعلامية أو تغيير في مضمون الإعلام. من جانبه تحدث عزت إبرهيم عن نجاح الصحافة الورقية في أمريكا، قائلاً أن الدراسات هناك تشير إلى أنه يتجه إليها الأكثر تعليما والأكثر دخلا، قائلاً: ليس صحيحا القول بانهيار الصحافة الورقية في العالم، بل لا تزال هي المسيطرة، مشيراً إلى أن المواقع الإلكترونية الأكثر نجاحاً في أمريكا هي المرتبطة بصحيفة كبرى، مهاجما المواقع الإلكترونية في مصر والعالم العربي قائلاً أنها لا تقدم فنوناً صحفية، أو تصنع خبر، قائلاً: الاداء المهني في أغلب المواقع الإلكترونية في العالم لم يصل لمستوى احتراف الصحافة المكتوبة. وأقر الصحفي عمرو خفاجي أن هناك حالة "لخبطة" في الإعلام، وهناك ارتباط بين صناعة المحتوى الإعلامي ورأس المال، وهو أمر طبيعي لأن رأس المال في العالم كله له نفوذ في صناعة الإعلام، مؤكداً أن هناك مؤسسات حققت أرباحاً، وأخرى في طريقها لتحقيق نجاحات اقتصادية، قائلاً: إذا كانت معظم وسائل الإعلام الخاصة لا تربح كما يشيعون، فلماذا تستمر إذاً؟!. لافتاً إلى أن الإعلام صناعة ثقيلة تستحق وجود دراسات شفافة وجدية عنها. وانتقد خفاجى بحوث المشاهدة ونتائجها التي تحدد ماذا يشاهد الجمهور، قائلاً أنها غير دقيقة ولا يمكن أن يثق بها وهو مطمئن، معتبراً أن الأبحاث غير مكتملة أو منتظمة، والأبحاث الدقيقة تكلفتها باهظة فلا تحدث. من جانبه دافع حسن حامد عن المؤسسة الرسمية - يقصد ماسبيرو - قائلاً أنها تحملت عبء الفترة الماضية، حيث أمدت معظم القنوات التي ظهرت في الآونة الاخيرة بالمذيعين ومقدمي البرامج، لكن هذا توقف، مناشداً المؤسسة الرسمية بمراجعة نفسها، لتعود إلى حلبة المنافسة مع القنوات الخاصة، قائلاً: ما نتوقعه من المؤسسة الرسمية أن تقدم برامج قادرة على التنمية، مؤكداً أنه بدون إعلام رسمي قادر على التصدي للمشكلات الكبيرة ينقص الدولة الكثير. وتحدث عمرو خفاجى عن وجود قنوات خرجت عن الاحتراف الإعلامي، مثل "الفراعين"، قائلاً أن من ينادي بمحاسبة الإعلاميين على أخطائهم، أقول له هل رأينا نقابة تحاسب من يخطئ، فهل مثلا نقابات مثل الأطباء أو المهندسين أو المحامين يعاقبون المخطئ؟!. ويرى خفاجى أن هناك أزمة بين الرأي العام ووسائل الإعلام، فحين خرج تحقيق المصري اليوم عن "ثقوب في البدلة الميري"، تساءل الجميع لماذا تفعل الجريدة هذا، لم يتحدثوا عن مضمون الموضوع، بل عن الاختيار. يتفق معه عزت إبراهيم الذي يرى أن غياب الثقة بين الجمهور والوسيلة الإعلامية، هو أن القائم بالاتصال تحول لصاحب رسالة سياسية نظرا لغياب القوى السياسية عن الساحة، فالمذيع أطاح بكرسي الحياد نتيجة غياب الاحترافية بشكل كامل في الاعلام، وظهور مقدمي برامج غير مؤهلين، قائلاً: أنه من الأفضل أن تحدث مراجعة، لأن هذا يضر بالضناعة كثيرا. أما محمد هاني فأكد أنه لا يمكن السيطرة على أداء المذيع بنسبة 100٪، قائلاً أنه ليس كل ما يقدم به أخطاء فادحة، و أن المستقبل القريب ستختفي به الظواهر الإعلامية المزعجة التي هناك من يقف وراء ظهورها، وسيكون الرهان على الجودة والاحتراف والتخصص، مشككاً أيضاً في دقة بحوث المشاهدة، قائلاً أنها تعطي مؤشرات لكن لا ينبغي الاستجابة لها، لأن الرأي العام متأرجح وعاطفي، ويميل للأشياء في أوقاتها، لذلك لا يمكنني كصانع قرار أن اعتمد عليها. وانتقد حسن حامد استيراد أشكال البرامج الترفيهية من الخارج، قائلاً: من العيب الاعتماد على النتاج الخارجي، مؤكداً أن المرحلة التي نمر بها انتقالية يغلب عليها التشويش لكن في النهاية سينقشع الضباب، وسيوجد إعلام يرضي طموحاتنا. وطالب بالاهتمام ببناء كوادر بشرية قادرة على صنع إعلام مستقبلي، منتقداً مستوى أداء المراسلين الذي وصفه بال"ضعيف"، قائلاً: أن العالم كله عنده معيار لعمل المراسل، وما نراه على الشاشة يبعد كثيرا عن النمط العالمي، وهكذا هناك ضعف في الإعداد، والتميز عندنا يكمن في الإخراج، مطالباً بأن تعد بحوث المشاهدة جهات محايدة وليست رسمية مثل الجامعات، الأمر الذي سيعطي لها مصداقية. وعن استغناء قنوات "سي بي سي" عن عديد من العاملين، قال محمد هاني أن الأمان الوظيفي غير موجود في القطاع الخاص، وعلاقات العمل به ملتبسة، مؤكداً: علاقات العمل في القطاع الخاص علاقات غير آمنة. ولفت إلى أن الفريضة الغائبة في الإعلام هي تدريب الشباب في مؤسسات التليفزيون الخاص، قائلاً أن الأمر بدون ميزانيات واضحة أو منتظمة. ليرد عليه حسن حامد مؤكداً أن المؤسسات الإعلامية عليها أن تفتح الباب أمام الشباب، لأنهم عماد صناعة الإعلام في المنطقة.