ناقش عدد من الإعلاميين وخبراء الإعلام، أوضاع الصحافة المصرية الآن في عصر التكنولوجيا، في ذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة، في ندوة نظمتها ساقية الصاوي، أمس، تحت عنوان "الصحافة الآن". شارك في الندوة كل من عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، والإعلامية ليليان داوود، والإعلامية دينا عبد الرحمن، الإعلامى حافظ المرازى، والخبير الإعلامى ياسر عبد العزيز، والكاتب الصحفي أيمن الصياد، الدكتور ماجد عثمان، مدير المركز المصرى لبحوث الرأى العام "بصيرة"، والإعلامى عمرو خفاجى، الإعلامى محمد هانى رئيس قنوات "CBC"، وحسن حامد رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق. محاور الجزء الأول الذي أدارته الإعلامية ليليان داوود، دارت حول تأثير التكنولوجيا على تطور الصحافة، وكيفية صناعة محتوى جيد مع سيطرة رأس المال على الإعلام، مع وضع المشاركين لروشتات عملية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الصحافة الورقية. عمرو خفاجي، عضو مجلس تحرير "الشروق"، ربط تطور المحتوى الصحفي بتطور التكنولوجيا، كونهما لا ينفصلان، واصفا المعركة الحالية بين الأجيال الصحفية بمعركة الحداثة، حيث إنها معركة بين الجيل القديم المتكلس والجيل الشاب. ويرى خفاجى أن الثورة لم تنتج حداثة، إنما التطور التكنولوجي هو الذي سمح بالثورة. واتفق محمد هاني، رئيس قنوات شبكة "cbc" مع رأي خفاجي، حول ضرورة الاستفادة من تطور التكنولوجيا، مبينا أن التكنولوجيا أداة وليست وسيلة في حد ذاتها، لكنه حذر من انفجار المعلومات الناتج عن تنوع مصادر المعلومات في الفترة الأخيرة، وهو ما أطلق عليه "عصر اغتيال المعلومات". وأوصى المشاركون بضرورة ضبط المحتوى لمراعاة المعايير المهنية السلمية، في ظل تطور صناعة الميديا في مصر، والتأكيد على حاجة السوق الإعلامي لعناصر تعتمد على الجودة والاحترافية والتخصص. أما في الجلسة الثانية من الندوة، التي أدارتها الإعلامية دينا عبد الرحمن، انصب الحديث على المشكلات التي تواجه المهنة في الوقت الحالي، ما فيها من أزمات اقتصادية واختلاف الأجندة الإعلامية بحسب المناخ الحالي واهتمامات الجمهور. رئيس تحرير "الشروق"، عماد الدين حسين، أرجع الأزمة التى تمر بها الصحافة الورقية إلى وجود أزمة اقتصادية خانقة، اعتبرها أنها تهدد الإصدارات الورقية، لكنه أكد في الوقت ذاته قدرتها على الاستمرار، نظرا لإعادة تدوير المنتجات الصحفية في شكل مواد مصورة في الفضائيات الخاصة، بجانب ما وصفه بكارثية الإعلام الفضائي الذي يفتقد لمعايير المهنية. ولفت حسين في حديثه إلى وجود حالة من التشبع والانصراف العام عن الإعلام، لإحباط الجمهور من الوضع العام في البلاد، وهو ما أثر سلبا على مبيعات الصحف الورقية خلال السنوات الأخيرة. ومن جانبه، قال الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز: إن صناعة الإعلام في مصر تعيش أياما رديئة، محملا الجمهور جزء من مسؤولية الأوضاع الحالية، لتفريطه في متابعة المشهد الإعلامي، كما أن الجمهور جزء من ضعف المحتوى الإعلامي. وأشار عبد العزيز إلى أنه لا توجد إرادة سياسية في مصر لتنظيم المجال الإعلامي على أسس رشيدة، لأن السلطة منذ ثورة 1952 إلى الآن، تستخدم الإعلام على أنه أداة في يدها وليس له الحق في ممارسة دوره بحرية تامة. وتطرق الكاتب الصحفي أيمن الصياد، للحديث عن أساسيات الدولة القوية التي نرغب في وجودها، قائلا: "إذا ما كنا نريد أن نصير دولة قوية فيجب التأسيس لركيزتين هما إتاحة المعلومات وحرية التعبير".