شنّ مسلحون تابعون لجماعة "بوكو الحرام"، هجوماً على قرية "مادا" الواقعة في منطقة أقصى الشمال الكاميروني، المحاذية لنيجيريا معقل الجماعة المتشدّدة، في حادثة عكّرت صفو الاحتفال باليوم العالمي للعمال الذي يصادف اليوم الجمعة، بحسب مصدر أمني. وقال المصدر، في تصريح لوكالة الأناضول، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن "رجالاً مسلّحين وعلى متن دراجات نارية وسيارات، اقتحموا في وقت متأخر من أمس الخميس، بلدة مادا، وقاموا بنهب ممتلكات سكّانها". وأضاف أن "السكان أخطروا قوات الأمن بالأمر، ما أجبر المعتدين على الفرار بمجرّد وصول عناصر كتيبة التدخّل السريع (نخبة من الجيش)، ولذلك لم نسجّل أيّة خسائر بشرية". غير أن المسلحين تمكنوا من الاستيلاء على قطيع من الأبقار، وعدد من الماعز، بحسب المصدر نفسه. وتبعد قرية مادا 3 كم فقط عن الحدود مع نيجيريا، وقد دأب الرعاة على رعي قطعانهم على مشارف القرية، وهو ما يسهل عملية نهبها من قبل المجموعة المسلحة، وفقاً للمصدر الأمني. وبلغت أصداء الهجوم إلى وازا، أكبر المدن الكاميرونية الواقعة على مقربة من مادا، والتي كانت من المنتظر أن تحتضن استعراضاً مدنياً على هامش عيد العمال، فكان أن قرر العديد من العمال مقاطعة هذا الاستعراض، خوفاً من وقوع هجمات مماثلة، رغم تعزيز التواجد العسكري في المدينة، بهدف بث الطمأنينة في نفوس السكان. من جانبه، قال مسؤول بكتيبة التدخل السريع، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، من دون أن تذكر اسمه، :" ندرك أن بوكو حرام تستغل مثل هذه التجمعات الاحتفالية لشن هجماتها، ونعرف أيضاً أن السكان يشعرون بالهلع، خصوصاً في أعقاب الهجوم الأخير (مادا)، لكن نحن في حالة تأهّب، ومتيقظون، ونسهر على حماية الجميع". ووفقا لمعلومات حصلت عليها وكالة الأناضول من مصادر مختلفة، تخضع الأماكن التي من المنتظر أن تحتضن الاحتفالات بعيد العمال، في جميع المناطق الحدودية مع نيجيريا، إلى حماية عسكرية مكثّفة. وأجبرت "انتهاكات" الجماعة النيجيرية المسلّحة، التي أثقلت المناطق الكاميرونية المحاذية لنيجيريا بحوادث النهب والقتل والاختطافات، الكاميرون ودول حوض بحيرة تشاد، على البحث عن حلول مشتركة لمواجهة مدّ "الإرهاب" المتنامي في المنطقة، فدفعت تشاد، في 16 يناير/ كانون الثاني الماضي، بقوات تتألّف من ألفي و500 عسكري، إلى شمالي الكاميرون لمساعدتها على القضاء على هذه الجماعة ، ومنع توسّعها نحو بلدان أخرى، قبل أن تنضم إليها النيجر. وتشهد كثير من الدول في يوم العمال العالمي الذي يصادف الأول من مايو/أيار من كل عام، فعاليات رسمية وشعبية، إحياء لهذا اليوم.