قال الملك فيليبي السادس ملك أسبانيا إن مصر هي البلد العربي الاكبر ولها دور اساسي في منطقة الاوسط وشمال افريقيا ومن هنا تجدد باستمرار حضورها الفعال وتأثيرها في المحفل الدولي وهذا الي جانب كونها مقرا لبعض المؤسسات الرفيعة فى العالم الاسلامي. وأضاف ملك أسبانيا - في كلمة لها خلال مأدبة الغداء التي أقامها، ظهر اليوم الخميس، بقصر الشرق أوريانتو؛ تكريما للرئيس عبد الفتاح السيسي - "أن بلدكم له مرجعية مهمة في محيطها الإقليمي، واننا نثمن عاليا هذه الزيارة ونعتبرها ذات أهمية علي نحو خاص في ظل الظروف الصعبة والماساوية التي تعيشها دول كثيرة في المنطقة وهناك حاجة ماسة لزيادة الجهود والتعاون الدولي من اجل تعزيز فرص السلام بالمنطقة ". وأشار إلى أن مصر شغلت ومازالت مكانة مميزة في مخيلة سائر شعوب الارض بوصفها احدي حواضن الحضارة البشرية بفضل تاريخها العريق. ومضى قائلا يسعدني ان يرافقنا اليوم بعض العلماء الإسبان البارزين المختصين بالمصريات إضافة إلى عدد كبير من الفنانين والمثقفين ممن تربطهم أواصر وثيقة بمصر"، مستطردا إن اسبانيا تعرف حق المعرفة أن لها في مصر صديق وشريك استراتيجي في منطقتكم، مدللا على ذلك بالاتفاقيات التي تم توقيعها اليوم. وأكد اهتمام بلاده ببناء علاقة شراكة استراتيجية شاملة مع مصر، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس السيسي تساهم في تحقيق ذلك، وقال ان أهم المجالات التي تثري العلاقات بين البلدين هي المجال الأمني. وأوضح أن الإرهاب الذي يهدد المنطقة والعالم أصبح الهاجس الأول لمصر وإسبانيا ودول أخرى، معربا عن مواساته لمصر في الأرواح البشرية التي راحت ضحية الإرهاب، ومؤكدا أن إسبانيا تقف إلى جانب مصر في هذه القضية. وقال " في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط حروبا واضطرابات تبرز مصر بوصفها قوة رئيسية للاستقرار والتوازن في المنطقة، حيث تتشابك مصائر الشعوب في عالم اليوم"، مؤكدا دعم بلاده لجهود مصر والعرب في مواجهة التطرف. وأضاف إن إسبانيا تدعم رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي لمصر كبلد يراهن على المستقبل، ويحقق النمو ويضع نصب عينيه ترسيخ قاعدة اقتصادية في القارة الإفريقية والعالم العربي، مقدما التهنئة للرئيس على نجاح المؤتمر الاقتصادي، الذي عقد في شرم الشيخ في مارس الماضي، وشارك فيه 30 من كبرى الشركات الإسبانية وضم وفدا رسميا. وأكد ضرورة العمل على رفع مستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى درجة تناسب تميز علاقاتنا السياسية، معربا عن استعداد بلاده لمساعدة مصر في النهوض باقتصادها وتطوير الفرص المتميزة لديها من أجل ازدهار شعوب البلدين. وأشار إلى أنه بفضل دعم مصر تم اختيار إسبانيا عضوا في مجلس الأمن للفترة من 2015 و2016، وسلنتقي معا خلال عام 2016 عندما يتم اختيار مصر كعضو في مجلس الأمن، وقال " أمام بلدينا فرصة جديدة لمواصلة التعاون للدفاع عن قيم السلام والأمن في كل أنحاء العالم، ونتواقق حول القضايا الإقليمية الملحة" معربا عن ثقته في وقوف مصر كمحور مميز لحل الأزمات القائمة في ليبيا وسوريا واليمن والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر حل يقوم على الحوار. وأشاد ملك أسبانيا بسياسة الجوار الجنوبي للاتحاد الاوروبي، مؤكدا أن مراجعتها ستمنح كل الأطراف إطار لتعزيز العلاقات على كافة الأصعدة وتأمين فرص للمستقبل لشعوبنا، مجددا التزام إسبانيا بالتعاون مع العالم العربي بشكل عام ومصر بشكل خاص وقال " بإمكانكم أن تعولوا علينا وأنا على ثقة من أننا يمكن أن نعول عليكم"، مختتما كلمته بتمني الصحة والسعادة للسيسي والازدهار والسلام لمصر.