واشنطن: اقر الرئيس الافغاني حامد كرزاي الاحد بانه يجري مفاوضات غير مباشرة مع حركة طالبان منذ بعض الوقت من اجل وقف الحرب المستمرة منذ تسع سنوات في بلاده. وقال كرزاي ، الذي استضافه الصحفي لاري كينغ في برنامجه على "السي ان ان" ردا على سؤال حول مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" تفيد عن محادثات سرية عالية المستوى بين الطرفين، "اننا نجري محادثات مع طالبان كمواطنين فيما بيننا". وتابع كرزاي قائلا "ان هذه المحادثات ليست اتصالا رسميا بشكل منتظم مع طالبان في مكان محدد، بل بالاحرى اتصالات شخصية غير رسمية تجري منذ بعض الوقت". وافادت صحيفة "واشنطن بوست" الاربعاء الماضي ان متمردي طالبان بدأوا محادثات سرية على مستوى رفيع مع الحكومة الافغانية لبحث سبل انهاء الحرب من خلال مفاوضات. وقال كرزاي "الآن وقد تشكل مجلس السلام، فان هذه المحادثات ستتواصل وآمل ان تجري بشكل رسمي واكثر انتظاما". وافتتح كرزاي الخميس مجلس السلام الذي شكل للتوصل الى اتفاق سلام مع حركة طالبان ومجموعات متمردة اخرى تحارب ادارته منذ تسع سنوات، وانتخب الرئيس الافغاني السابق برهان الدين رباني الاحد على رأسه. وكانت "جريغا سلام" عقدت في يونيو/حزيران في كابول صادقت على انشاء هذا المجلس المؤلف من 68 عضوا يختارهم كرزاي. واشار كرزاي في المقابلة الى انه لم يجر اي اتصال رسمي مع هيئة معروفة ترفع تقاريرها الى فصيل من طالبان ثم تعود وتطالعنا بانتظام. وتابع: "هذا لم يحصل حتى الان ونأمل ان نتمكن من اطلاق هذه العملية في اسرع وقت ممكن"، لكنه اكد ان اتصالات جرت بالطبع مع عدد من مكونات الحكومة الافغانية، على مستوى المجموعة وكذلك على المستوى السياسي. وعلى صعيد آخر، نفى كرزاي ان يكون يعاني من اي هوس اكتئابي مثلما اورد الصحفي الامريكي بوب وودوارد في كتابه الاخير بعنوان "حروب اوباما" نقلا عن مصادر في اجهزة الاستخبارات الامريكية تشتبه باصابته بمثل هذه الاعراض. وقال كرزاي ردا على سؤال بهذا الشأن "لا قطعا لا" ، واصفا هذه المعلومات بانها "طريفة" ، موضحا "انه يتناول فقط الفيتامينات وبعض الادوية الشائعة ضد آلام الرأس". هذا وقد قام كرزاي باختيار الرئيس الافغاني الاسبق برهان الدين ربابي لرئاسة المجلس الاعلى المعني بالتفاوض مع مسلحي طالبان والجماعات المسلحة الاخرى. ونقل راديو "سوا" الامريكي عن بريالي هلالي رئيس المكتب الاعلامي للمجلس قوله: "ان المجلس يسعى للتفاوض مع الجميع، بمن فيهم الملا عمر، زعيم حركة طالبان". واضاف "نحن على استعداد للتفاوض مع اي شخص يريد التوصل الى السلام والتحدث مع الحكومة، ويرى ان السبيل الوحيد الى السلام هو التسوية السياسية لا اللجوء الى السلاح، ولا مشكلة في الحديث مع اي منهم". واشار المتحدث الى ان عملية السلام سوف تستغرق سنوات، وقال "ان الحكومة والمسلحين يتمسكون بموقفهم على حد سواء". واضاف: "ستستغرق عملية السلام فترة طويلة، واعتقد انه سيتحقق بعد المهلة التي حددها الرئيس اوباما لبدء سحب القوات الامريكية، اي في يوليو/تموز المقبل، لكن الجميع في افغانستان يدرك ان السلام لن يتحقق بالسلاح، بل بالتفاوض والعملية السياسية".