ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في عددها الصادر يوم الأربعاء 6 أكتوبر/تشرين الأول إن ممثلين عن حركة طالبان وحكومة الرئيس حامد كرزاي بدأوا مباحثات سرية بهدف التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أفغانستان. وكانت قناة "تولو" الباكستانية الخاصة قد كشفت يوم الثلاثاء عن محادثات باكستانية أفغانية سرية انعقدت يوم الاثنين في كابول لبحث امكانية وساطة باكستانية في عملية تحقيق المصالحة الوطنية في أفغانستان. وأشارت "واشنطن بوست" نقلا عن مصادر أفغانية إلى أن المباحثات بين حكومة كرزاي وممثلي المجلس ألاعلى لطالبان " شورى كويتا" الذي يرأسه الملا محمد عمر، ما زالت في مراحلها الاولى، وأنها جاءت عقب اجتماعات غير حاسمة رعتها السعودية وانتهت منذ اكثر من عام. وأوضحت الصحيفة نقلا عن المصادر نفسها أن ممثلي طالبان قد حصلوا على تفويض من قيادتهم لإجراء مثل تلك المباحثات، على الرغم من إصرار الناطقين باسم الملا عمر على استحالة اجراء الحوار مع كرزاي قبل انسحاب كافة القوات الأجنبية من البلاد. ونقلت "واشنطن بوست" عن مصادر أفغانية ان الحركة بدأت مناقشة اتفاق يتضمن مشاركتها في الحكومة مع انسحاب القوات الاجنبية وفق جدول زمني متفق عليه. وقالت المصادر للصحيفة أن قادة المجلس ألاعلى لطالبان يعرفون جيدا انهم قد لا يتمكنوا من الحفاظ عن مواقفهم في الحركة، تحت ضغوط العناصر الأكثر تشددا، ولذلك هم جادون للغاية فيما يتعلق بإيجاد مخرج. وذكرت مصادر أخرى أن المحادثات الجارية لا تشمل ممثلي جماعة حقاني المنضوية ضمن طالبان والتي تعتبرها واشنطن من أخطر أعدائها في باكستانوأفغانستان. وأضافت الصحيفة أن جماعة حقاني مرتبطة بالاستخبارات الباكستانية، ونقلت عن مصدر أفغاني قوله أن إصرار باكستان على انها يجب أن تلعب دورا رئيسيا في أية محادثات بين الحكومة الأفغانية وطالبان، يعرقل عملية التفاوض مع "شورى كويتا" ولا سيما مع جماعة حقاني. وتأتي الأنباء عن بدء الحوار بين حكومة كرزاي وطالبان في حين أكدت مصادر أفغانية وعربية وأوروبية أنها لاحظت تغييرا ملموسا في موقف الأدارة الأمريكية من حركة طالبان، حيث أكد الرئيس باراك أوباما انه لا يمكن تحقيق النصر في أفغانستان استنادا الى الوسائل العسكرية فقط. وتضاربت المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة حول مكان انعقاد اللقاءات وعددها ومواضيعها، حيث نقلت "واشنطن بوست" عن أحد المصادر أن الجولة الأخيرة من المحادثات جرت في دبي، مضيفا أن ممثلي طالبان طرحوا عددا من الشروط منها تقديم الملا عمر حق اللجوء في المملكة العربية السعودية مع ضمانات مشابهة لما يحصل عليها اي رئيس سابق لدولة. من جانب آخر قال مسؤول سعودي رفيع المستوى ان حكومة بلاده لا تعرف شيئا عن الاتصالات بين طالبان وحكومة كرزاي منذ انتهاء المحادثات التي جرت في السعودية العام الماضي. وكانت المملكة العربية السعودية وباكستان والإمارات العربية المتحدة الدول الوحيدة التي اعترفت رسميا بحكومة طالبان التي سيطرت على أفغانستان قبل الغزو الأمريكي عام 2001.