قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الأربعاء، إن حكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي وممثلي حركة طالبان بدأوا محادثات سرية رفيعة المستوى؛ سعيا إلى التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب عبر المفاوضات. وأضافت الصحيفة أن المحادثات لا تزال في مراحلها الأولية، وهي أول محادثات تجرى بتفويض كامل من زعيم طالبان، الملا محمد عمر، الذي أطاح به الغزو الأمريكي لأفغانستان قبل 9 أعوام. وقال مصدر مقرب من المحادثات: "إنهم (طالبان) جادون للغاية بشأن إيجاد مخرج للصراع". وتردد أن طالبان تسعى للتوصل إلى اتفاق شامل، يتضمن إشراك بعض قياداتها في الحكومة، وانسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) من البلاد. وأضاف المصدر أن قيادة طالبان تدرك "أنها في سبيلها للتهميش، وتدرك تزايد أعداد العناصر المتشددة التي يجري الآن ترقيتها داخل صفوفها بصورة خارجة على سيطرتها". وتابع: "كل هذه الأمور تجعلهم على يقين من أنه، بصرف النظر عن (نجاحهم) في الحرب؛ فإنهم لن يكونوا في موقف يسمح لهم بتحقيق النصر. ووفقا لتقرير الصحيفة الأمريكي، تتركز المحادثات على إجراء مناقشات مع فصيل "كويتا شورى" الذي يتزعمه عمر، والذي لا يضم ممثلين عن الفصيل الأكثر تطرفا، وهو فصيل "حقاني"، وهو فصيل منفصل كان هدفا للهجمات الأمريكية بالطائرات بدون طيار، التي تصاعدت مؤخرا في شمال غرب باكستان. وأوضح التقرير أن الأمر الذي مكن من إجراء هذه المحادثات، هو التحول الذي طرأ على سياسة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي تخلت في الآونة الأخيرة عن رفضها إجراء مثل هذه المباحثات. جاء ذلك عقب المكاسب العسكرية التي جاءت دون التوقعات، رغم وصول القوات الأمريكية الإضافية بالكامل، بالإضافة إلى تنامي معارضة الشعب الأمريكي للحرب.