حث السفير الأمريكي لدى كوريا الجنوبية مارك ليبرت اليوم الأربعاء بيونجيانج على إظهار صدقها فيما يتعلق بالتخلي عن برنامجها النووي قبل استئناف المحادثات متعددة الاطراف بشأن الملف النووي الكوري الشمالي والمتعثرة منذ زمن طويل. ونقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للانباء عن ليبرت قوله خلال منتدى دفاعي يعقد في سول "لقد كررنا عدة مرات أننا مستعدون لاجراء محادثات مع كوريا الشمالية لكن الحكومة في بيونجيانج يجب أن تظهر أنها مستعدة لاجراء مفاوضات حقيقية وموثوق بها والتي تؤدي إلى نزع السلاح النووي". وكان يشير في ذلك إلى المحادثات السداسية التي تشارك فيها الكوريتان واليابان والصين وروسيا وأمريكا والتي تهدف إلى تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية. وحذر السفير بيونجيانج من أن سياستها المزدوجة بشأن الأسلحة النووية والتنمية الاقتصادية لن تنجح. وقال "يجب أن يدرك النظام الكوري الشمالي أنه لا يمكن أن ينجح في المضي قدما في التنمية الاقتصادية بدون نزع السلاح النووي" مشيرا إلى أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة "منحازان تماما" في موقفهما تجاه كوريا الشمالية. وأضاف أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-أون أصبح أكثر عزلة عن العالم بالاستمرار في تطوير أسلحة نووية. وتابع "إنه أكثر عزلة عن أي وقت مضى. والعقوبات أكثر صرامة عما كانت. والاطراف الاخرى في المحادثات السداسية أكثر وحدة". وفيما يتعلق بالنزاع التاريخي بين كوريا الجنوبيةواليابان أعرب ليبرت عن أمله في تسوية الخلافات والمصالحة بين الجانبين. وتابع "فيما يتعلق بدورنا، فإننا لا نضطلع بدور وساطة رسمي لكننا نشجع الجانبين على إيجاد حل يرضي الشعبين الكوري الجنوبي والياباني" مضيفا أنها قضايا صعبة للغاية. وكان السفير يرد على سؤال حول الدور الذي يمكن أن تضطلع به واشنطن في انتزاع بيان اعتذار من رئيس وزراء اليابان شينزو آبي عندما يلقي خطابا أمام جلسة مشتركة للكونجرس الامريكي في 29 نيسان/إبريل الجاري. وتشهد العلاقات بين سول وطوكيو توترات شديدة بسبب قضايا ناجمة عن الحكم الاستعماري الياباني (1910-1945) لشبه الجزيرة الكورية. وتعتقد سول إن اليابان تحاول تبرئة نفسها من الفظائع التي ارتكبتها خلال الحرب بما في ذلك استخدام النساء الكوريات وغيرهن من دول أسيوية أخرى كعبيد جنس للجنود اليابانيين في الحرب العالمية الثانية حسب يونهاب.