بعد توقف لنحو 10 أشهر عادت بعض الخدمات إلى مدينة تكريت، عاصمة محافظة صلاح الدين، شمالي العراق، عقب تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش"، ولكن ما زال الناجون بعيدا عن المدينة. وعقب سيطرة تنظيم "داعش" على تكريت شمال بغداد في يونيو/حزيران الماضي، فرّ سكانها (حوالي 370 ألف نسمة) نحو إقليم شمال العراق ومدينة سامراء المحاذية لتكريت فيما اتجهت البقية نحو مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية. وسيطرت قوات مشتركة من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي (متطوعون شيعة موالون للحكومة) على مدينة تكريت، نهاية الشهر الماضي، وذلك بعد معارك عنيفة خاضتها مع تنظيم "داعش". لكن نشوة الانتصار خفت بريقها جراء أعمال حرق ونهب واسعة النطاق لمساكن المدنيين في المدينة التي يقطنها السنة، وتم توجيه الاتهام إلى الميليشيات الشيعية بالوقوف وراءها، إلا أن الأخيرة نفت الاتهامات وألقت باللوم على "عصابات مجرمة". وبحسب وكالة "الأناضول"، بدأت دائرة الكهرباء والبلدية العمل في تكريت التي تحولت العشرات من المنازل والمباني فيها إلى هياكل مدمرة جراء المعارك وأيضًا عمليات السلب والحراق التي طالتها بعد ساعات من تحريرها. وفي تصريحات للأناضول، قال محافظ صلاح الدين، رائد إبراهيم الجبوري، إن "الحياة بدأت تعود لتكريت من خلال عودة الدوائر ونحن نستبشر بيوم جديد". وأضاف الجبوري أن "الجميع يسعى لإعادة النازحين إلى ديارهم، ولا وجود للمخاوف من تغيير ديموغرافي أو غيره في المدينة، وأن كل ما يشاع عن ذلك عارٍ عن الصحة". بينما يخشى الكثير من السكان النازحين من تكريت العودة للمدينة دون وجود ضمانات حقيقية خاصة أن مجلس المحافظة قد انسحب الجمعة الماضية من المدينة إثر خلاف مع قوات الحشد الشعبي بعد انفلات السيطرة هناك واستمرار أعمال السلب. وفي حديث للأناضول، قال خضر العيطو، وهو شاب عشريني، فرّ مع عائلته نحو سامراء، إنه من الصعب اليوم العودة إلى تكريت. وأضاف: "نحن نخاف من عمليات قتل قد تطالنا في حال العودة، كذلك نحن نرى الأمر بعيد، فالعديد من المدن حررت من داعش خلال الأشهر الماضية وحتى الآن اغلب سكانها خارج مدنهم".