الراوى يكشف كواليس رحيل سلماوى عن الرئاسة " الموت " أو " الاحتقار" نهاية المجلس الجديد إن قبل السيطرة عليه إعادة مكتب مكافحة التطبيع أول قرار للمجلس الجديد ميزانية الاتحاد يمكن أن تصل ل 100 مليون جنيه بعامين و دعم الدولة 56 ألف جنيه فقط للنقابة سنويا يقظة الجمعية العمومية الضمانة ضد خضوع الاتحاد للسلطة أكد الشاعر د. صلاح الراوى الأستاذ بأكاديمية الفنون وعضو اتحاد مجلس إدارة الكتاب أن الكاتب محمد سلماوى رئيس اتحاد الكتاب السابق لم يتخلى عن رئاسة الاتحاد ، و لكنه أدرك أنه لابد أن يرحل ، لافتا أنه سواء اختار الرحيل أم لا كان سيرحل . و فى حواره مع شبكة " محيط " عن كواليس رحيل سلماوى ، أشار الراوى إن برحيل سلماوى انتهت مرحلة بكاملها فى الاتحاد ، قائلا : لم نكن سنسمح بأى حال بإعادة انتخابه أو تزكيته كما حدث فى الأعوام السابقة رافضا عودة الاتحاد لأسلوب " التزكية المريض " ، كما أشار أن سلماوى لم يرحل وحده بل رحل معه باقية أعضاء هيئة مكتبه . وأوضح الشاعر أن رحيل سلماوى لم يأتى من فراغ ، بل كان نتاج مجهود عام كامل و خاصة فى الثلاث أشهر الماضية ، مشيرا لجهود التحالف بين تيار التغيير و الذى جاء منه رئيس الاتحاد الحالى د. علاء عبد الهادى ، و بين جبهة التغيير الثورى التى يقودها الراوى ، هذا التحالف الذى استطاع أن يزيح ما أسماه ب " الكتلة السلماوية " ، مؤكدا أن عبد الهادى لم يكن ليبلغ رئاسة الاتحاد لولا هذا التحالف . و لفت الراوى أن من الطبيعى وجود موالين لسلماوى فى المجلس الجديد ، و الذى يظل سلماوى عضوا به ، فطول مدة رئاسته للاتحاد البالغة عشرة أعوام ، تؤدى بطبيعة الحال إلى ترعرع نباتات الموالين و الذى أطلق عليهم الراوى " أتباع سلماوى " ، مؤكدا أن وجود هؤلاء الموالين هو الذى جعل المعركة تحتاج إلى جهد . أما عن إمكانية استمرار سلماوى فى فرض سيطرته على الاتحاد ، قال الراوى : إذا سمح مجلس إدارة الاتحاد بأن يكون لأى شخص سواء سلماوى أو غيره سطوة على " نقابة لكتاب مصر " ، سيحكم على المجلس الجديد ب " الموت " أو " الاحتقار " ، مشيرا أنهم لن يكتفوا بالاحتقار بل سيضربوا بيدا من حديد أى محاولة لفرض السطوة أيا كان نوعها و مصدرها . مكافحة التطبيع عن أولويات الاتحاد فى الفترة القادمة أشار الراوى للقرارات الهامة التى أصدرها المجلس الجديد ، و التى جاء على رأسها ، إلغاء قرار المجلس السابق بإلغاء مكتب " مقاومة التطبيع مع العدو الصهيونى " الذى وصفه ب " القمىء " ، و أعد الراوى هذا القرار مفتاحا للصورة القادمة للاتحاد . و جاء القرار الثانى بشأن إعادة الموظفين و العمال الذين تم تشريدهم فيما يسمى ب " مذبحة مصطفى القاضى " ، و أكد الراوى أنه ليس أقسى على نفس الكاتب من أن يجد عاملا مصريا يقطع عيشه ، فالكتاب تهتز روحهم لأى ظلم يتعرض له أى إنسان بأى مكان فى العالم ، مشيرا أن مسألة العمال قد لا تكون مهمة فى نظر البعض ، و لكن للمجلس فلها دلالالة عميقة لمعنى " العدل " ، و هذا مدخل ثانى لما يجب أن تكون عليه روح الاتحاد ، فالنقابة من واجبها الدفاع عن حقوق أعضائها ، و حقوق الوطن و المواطن . الفلول فى مواجهة التغيير و أكد الراوى أن " التغيير الشامل " فى الاتحاد فى أدائه النقابى و الوطنى ، سيواجه مقاومة من " الفلول السلماوية " التى تريد أن يبقى الحال كما هو عليه ، مؤكدا أن هذا المجلس لن يستطيع تحقيق شيئا مؤثرا و استراتيجيا إلا إذا نهضت الجمعية العمومية من غفوتها ، و راقبت عمل المجلس على مدار الساعة و ليس فقط كل عامين عند الانتخابات ، مدركة معنى " التغيير " الذى حدث بعيدا عن التباكى على المصالح . و ربط الراوى نجاح المجلس بقدرته على مقاومة التوازنات ، و تطبيق القانون بدقة ، و عدم مراعاة الجوانب الشخصية ، و فواتير الانتخاب ، مشددا لحاجة الاتحاد إلى مزيد من " النفضات " القوية ، فسجادة الاتحاد محملة بأكوام من الأتربة ، إن لم تنفض جيدا ، ستأتى الانتخابات القادمة بنفس الوجوه القديمة . الشللية داء الاتحاد عن سياسية الشللية و التربيطات التى تخيم على مناخ الاتحاد و خاصة فى أوقات الانتخابات ، قال عضو اتحاد كتاب مصر ، أن الانتخابات العامة كان بها تلاعبات و تربيطات ، و هذا داء عضال متوطن فى الاتحاد . و لمقاومته اقترح الراوى أولا القيام بضبط عضوية الاتحاد ، لأنه باب واسع لدخول حشود من الأنصار ، الذين يتم تكتيلهم للانتخابات ، مستنكرا مشهد الكاتب الذى يدخل على لجنة الانتخاب و فى يده قائمة أعطيت له ، مطالبا بإعدام من يفعل ذلك فى ميدان عام ، لأنه شخص غير جدير ، و يمارس جريمة فى حق الوطن ، فكيف لمثقف هو " عقل الأمة " أن يكون مغيبا إلى هذا الحد . تلاعبات الميزانية أكد الراوى أن اتحاد الكتاب يمكنه أن يكون أغنى نقابة فى مصر إذا اجتهد فى تطبيق القانون ، مستنكرا ما يحدث فى الاتحاد من التقاعس فى تنمية الموارد ، لأن البعض يرى وجوده فى منطقة المسئولية " أبهة " و يتفرغ للتآمر ، و لا يوجه طاقته لتحقيق مصالح الاتحاد ، مشيرا أن هذا العام حدث تراجع كبير فى موارد الاتحاد ، مما أدى لسحب الثقة فى الميزانية . أما فيما يخص الاتهامات الموجهة للراوى بشأن الأموال التى صرفت على تطوير الاتحاد و هو مسئول عن أمانة الصندوق ، قال الراوى أن التطوير ليس له علاقة بالميزانية ، و إن تلك الاتهامات لم تثار سوى لكشفه لمخالفات الميزانية و صندوق المعاشات . و من تلك المخالفات خفض دعم العلاج من 20 ألفا إلى عشرة آلاف ، وصرف بدلات لأعضاء الصندوق، الأمر الذى يعد مخالفا لما أقرته الجمعية العمومية ، حيث قام بعض أعضاء مجلس الإدارة بصرف بدلات لهما عن العديد من اللجان التي احتكروا عضويتها، وعليه قرر المجلس أن يقوموا بتوريد ما صرفوه بدون وجه حق لخزينة الاتحاد . و أشار الراوى أن الدولة لا تقدم دعما سوى 56 ألف فقط بالعام ، و لو تنبه الاتحاد لجمع موارده ستصل ميزانيته خلال عامين إلى 100 مليون جنيه ، فوفقا للقانون يحق للاتحاد تحصيل 2% من أى عقد يوقعه أى كاتب فى مصر و ينطبق الأمر على السيناريوهات ، فيؤكد الراوى أن الاتحاد لم يتحصل على مليم واحد من الإنتاج السينمائى الذى يدر ملايين الجنيهات ، رغم نص القانون . استقلال الاتحاد فيما يخص الانتقادات الموجهة لاتحاد الكتاب و موقفه الوطنى و السياسى الذى يبدو متأخرا دوما و متوائما مع السلطة ، أثيرت الكثير من المطالبات باستقلاله ، و عن ذلك تحدث الراوى قائلا : قرار الاتحاد مستقل بالفعل ، ووزارة الثقافة لا تملك أى وصاية عليه ، رغم أن القانون يتيح لها الولاية الإجرائية على الاتحاد ، و لكنها مع ذلك لا تتدخل فى شأن واحد من شئون الاتحاد . و قال الراوى أن أى جهة تريد إخضاع رأى الاتحاد لها تستطيع ذلك فقط ، عندما يغيب الرجال و النخوة ، وتسيطر النفوذ و العلاقات و الطمع بالمناصب ، ممن يرون عضوية مجلس الاتحاد او المراكز القيادية به " جسرا " لمصالح أخرى مع السلطة ، و هذا لا يليق بكتاب مصر و عقولها . و الأمر هنا متروك ليقظة الجمعية العمومية التى تستطيع مواجهة قرارات المجلس إن رأت فيها خضوعا للسلطة السياسية ، فعليهم أن يتحركوا أو يصمتوا . و أكد الراوى أن استقلال الاتحاد واجب و ضرورى ، ووجوده مرتبط باستقلاله ، و أن الاتحاد يكون " حقيقيا " فقط إذا أصدر بيانا أهتز له الوطن بأكمله من أقصاه لأقصاه ، حتى لو تصادمنا مع السلطة . كما استنكر الكاتب ما كان يقوم به سلماوى من جر أتباعه لمقابلة " مبارك " أو " مرسى " أو " المجلس العسكرى " أو " السيسى " و كأن ليس هناك تغيير ، و هو أمر لا يليق بالاتحاد ، قائلا : " نحن لا نذهب لأحد مع أحد هذا موقفى الشخصى " .