* أسعدني للغاية نجاح عدد من الوجوه المشرقة في انتخابات التجديد النصفي لنقابة الأدباء المصرية المعروفة باسم: "اتحاد الكُتاب" وفي مقدمة هؤلاء المبدعين. الشاعر مسعود فتحي شومان 49 سنة باعتباره من النقابيين الحقيقيين الذين رفعوا شعار التغيير. ويأتي نجاح شومان الفائز بجائرة الدولة في الأدب عام 2008 دليلاً علي عودة الحيوية لتلك المؤسسة الثقافية المهمة. وأسعدني أكثر أن تلك الانتخابات قد حركت الماء الراكد في الحياة الثقافية وأكدت علي قدرة المثقفين في إحداث التغيير المنشود في كافة مؤسسات المجتمع المدني. وقبل هذه الانتخابات كان الأمل لدي صُناع الأمل لا يتجاوز نسبة الثلاثين بالمائة ولكن بعد تشكيل هيئة المكتب التنفيذي للاتحاد يوم الثلاثاء الفائت. فقد فاقت نسبة التغيير السبعين بالمائة. وواقع الحال أن هيئة المكتب بالاتحاد قد تم تفكيكها تماماً خلال الدورة الأخيرة التي شهدت "كارثة إدارية" كما وصفها الدكتور صلاح الراوي عضو مجلس إدارة الاتحاد الذي رصد العديد من المخالفات المسجلة بسبب غياب الكبار عن المشهد. ففي الماضي كان الذين يتولون المناصب القيادية في الاتحاد قامات أدبية وفكرية قد تختلف معها بسبب انحيازها للسلطة علي طول الخط. ولكنك لا تملك سوي الإقرار بشرعيتها. وأما المجلس الأخير. فقد شهد غياباً تاماً لهيئة المكتب وسيطر ثلاثة من أعضائه علي مقدرات الأمور في الاتحاد وفي مقدمتهم كاتب أكذوبة متمرس في كتابة التقارير. ولكنه يخطئ في الإملاء. وهو يعلم جيداً كيف تسلل إلي الاتحاد في غفلة من الزمن وكيف تم اعتماده بقرار من أحد رموز الفساد في الدولة العميقة. فقد نما هذا المدعي وترعرع خلف جدران الاتحاد علي مرأي ومسمع من صديقي القامة والقيمة محمد سلماوي رئيس الاتحاد المستقيل. وأزعم أن تعدد مهام سلماوي الصحفية والأدبية كان وراء هذا الوضع المتردي! * ولا يختلف اثنان في الأوساط الثقافية علي أن سلماوي قد فجر مفاجأة من العيار الثقيل عندما اعتذر عن الاستمرار في قيادة سفينة الاتحاد وتقدم باستقالته الباتة والنهائية للمجلس الجديد حتي يتفرغ لاستكمال مشروعه الأدبي بعد عشر سنوات قضاها في رئاسة اتحاد كُتاب مصر حقق خلالها العديد من الإنجازات الملموسة. حيث تضاعفت ميزانية الاتحاد عشرات المرات. فقد كانت الميزانية عند انتخابه عام 2005 ثلاثة ملايين جنيه فقط. وأصبحت اليوم 33 مليون جنيه. قبل أن يغادر موقعه في الاتحاد. والجدير بالذكر أن سلماوي من بين الشخصيات المرشحة لرئاسة المجلس الوطني للإعلام المزمع تشكيله لإدارة الإعلام المصري بكافة مشتملاته المرئية والمسموعة والمقروءة من فضائيات وصحف ومنظمات ثقافية رسمية وشبه رسمية من بينها "اتحاد الكُتاب" وفي حالة تكليفه أو اختياره لتلك المهمة القومية هل يصر سلماوي علي التحرر من قيود المسئولية ويتفرغ للإبداع.. أم تتغير قناعاته مجدداً؟!! ** آخر الكلام: في مقالي السابق تحدثت عن أهمية التطبيع بين نقابة الصحفيين واتحاد الكُتاب للاتفاق علي قانون موحد يصب في صالح حملة الأقلام المبدعون منهم والقوالون. وعلي ذكر النقابتين. فإن نقابة الأدباء اتحاد الكُتاب قد نجحت وبامتياز في اختيار هيئة مكتبها علي عكس نقابة الصحفيين التي لم تعلن بعد عن تشكيل هيئة مكتبها حتي كتابة هذه السطور. بعد إعلان نتيجة انتخابات التجديد النصفي التي أسفرت عن فوز النقابي المخضرم الزميل يحيي قلاَّش بمنصب النقيب.. ودعوني أحدثكم عن واقعة عايشتها بنفسي قبل فتح باب التصويت لتلك الانتخابات. حيث التقيت صديقي الدكتور يسري عبدالعال. نائب رئيس تحرير الأخبار وراجعنا سوياً قائمة الأسماء الستة التي وقع اختيارنا عليها. فإذا بقائمته تخلو من اسم النقابي المحترم "حاتم زكريا" ابن مؤسسة "أخبار اليوم" التي ينتمي إليها صديقي يسري. حيث نبهته واكتشفت أنها مسألة سهو ليس أكثر.. وصدق أو لا تصدق. فقد كان صوت يسري عبدالعال سبباً في تعادل حاتم زكريا مع الزميل هشام يونس ابن مؤسسة "الأهرام" في عدد الأصوات. ليتم الاحتكام إلي نظام القرعة. ويفوز حاتم زكريا بالمقعد السادس.. إنها المشيئة الإلهية.