لندن: كشفت صحيفة "دايلي تلجراف" البريطانية الخميس ان السلطات الباكستانية أفرجت عن الملا عبد الغني برادار الرجل الثاني في حركة طالبان وسمحت له بالتوجه الى أفغانستان للمشاركة في المحادثات الجارية بين الحركة وحكومة حامد كرزاي. وكانت باكستان قد أعلنت عن اعتقال برادار في كراتشي في فبراير/شباط الماضي، الأمر الذي اعتبر نجاحا كبيرا للاستخبارات الباكستانية. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن الصحيفة "زعيم طالبان الملا عمر يعارض إجراء أية محادثات جدية قبل انسحاب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان، أما الملا برادار فقد يكون أكثر استعدادا لخوض المحادثات التي لن تشارك فيها العناصر الأكثر تشددا في الحركة". وأوضحت الصحيفة أن برادار سافر الى افغانستان برفقة 3 من قيادة طالبان وحراس من حلف الناتو. الى ذلك ، أبدت مصادر في مجلس السلام الأفغاني الذي يرأسه الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني تفاؤلها في إمكان التوصل، خلال ثلاثة أشهر إلى نتائج إيجابية على صعيد مبادرة الرئيس حامد كرزاي الخاصة بالتفاوض مع حركة طالبان وباقي الجماعات المسلحة. ونقلت جريدة "الحياة" اللندنية عن مستشار لرئيس المجلس رفض كشف اسمه "الحوار الأفغاني سينطلق خلال الأيام المقبلة، من دون ان يوضح موقف الحركة أو الجماعات المسلحة من المحادثات". واشار الى "الملا برادار النائب السابق لزعيم طالبان الملا محمد عمر وصل إلى كابول بعد إفراج السلطات الباكستانية عنه، ويقيم في قصر الرئاسة الأفغانية كضيف خاص للرئيس كرزاي". وأضاف أن "الملا عبدالكبير حاكم طالبان السابق في جلال أباد زار كابول خلال الأيام الاخيرة والتقى مسؤولين في الحكومة الأفغانية، وهو القائد البارز الذي اعلنت قوات الناتو أنها سهلت وصوله إلى كابول للحوار مع الحكومة". وكان الجنرال ديفيد بيتراوس القائد الأعلى لقوات الناتو في أفغانستان، قد كشف أن الحلف سهل وصول مسئولين من طالبان الى كابول للمشاركة في مفاوضات مع الحكومة الأفغانية. من جانب آخر نفى فيليب كراولي الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن الدعم الذي يقدمه حلف الناتو للمحادثات بين الحكومة الأفغانية وطالبان. وأكد كراولي أن الناتو لا يشارك بشكل مباشر في المفاوضات، لكنه ساعد الجانب الافغاني عدة مرات في تنظيم الاجتماعات مع ممثلي طالبان. وشدد كراولي على أن الاتصالات تجري بين المسؤولين الأفغان وبعض عناصر طالبان المهتمين بتحقيق المصالحة الوطنية في البلاد، وليس الأمريكان طرفا فيها.