أعلن نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة عن تنظيم مؤتمر بشأن تاريخ التسامح الديني والمذهبي في البحرين وذلك في شهر أكتوبر 2015. جاء ذلك خلال مناقشة كتاب «السراب» بالمركز ، وذلك بحضور الباحث الاستراتيجي والمفكر السياسي الدكتور جمال سند السويدي ونخبة من المثقفين والكتاب في المملكة. ودعا الشيخ خالد المفكرين والكتاب ورجال الدين من كافة الأديان والمذاهب للمشاركة في هذا الحدث التاريخي المهم بتقديم أوراق العمل أو البحوث أو المداخلات ذات العلاقة بتاريخ التسامح الديني والمذهبي في البحرين، مشيرا الى أن المركز سوف يقوم بطباعة البحوث والمداخلات في كتاب بذات العنوان. وأكد الشيخ خالد في كلمته الافتتاحية للجلسة النقاشية لكتاب السراب أهمية هذا الكتاب الذي يتمحور حول فكرة الوهم السياسي الذي ترتكز عليه الجماعات الاسلامية المتطرفة. وأوضح أن هناك من يحاول التشويش على عطاء هذا الكتاب من خلال اتهامه بالإساءة للإسلام فيما هو واقعا بعيد كل البعد عن هذا الاتهام، بل جاء مدافعا عن هذا الدين الذي ينبذ التطرف والتشدد. وقال «يجب أن نكافح هذه الجماعات لأننا نحن من يدافع عن الاسلام وليس هم ، ويجب أن نفضح تلك الجماعات التي تستغل الاسلام لمآرب سياسية ولن نبخل باي شيء للدفاع عن ديننا الحنيف». الى ذلك، أكد الباحث الاستراتيجي والمفكر السياسي الدكتور جمال السويدي أن كتاب «السراب» لم يصدر لمحاربة الدين، بل صدر ضد الجماعات الدينية التي تعمل على استغلال الدين الحنيف لمصالح سياسية أو شخصية. ولفت الى أن فكرة الكتاب تتركز حول فكرة السراب السياسي، الذي يترتب على الوهم الذي تسوّقه الجماعات الدينية السياسية للعديد من الشعوب في العالمين العربي والإسلامي، مشيراً الى أن هذه الجماعات تسعى لتحويل هذه الأوهام الى قناعات حتى استمر كثير من الناس في اعتقادهم بأن الحركات الدينية السياسية تمثل الاسلام. ورأى الدكتور السويدي أن الصراع مع هذه الجماعات الاسلامية، لا ينبغي أن يكون محصوراً في نطاق أمني وعسكري، لأنها حرب ممتدة ذات طابع فكري في الأساس ، مشيرا الى ضرورة أن يكون هناك دور للإعلام والكتاب والمفكرين والمساجد والمناهج التعليمية في نشر قيم الوسطية والاعتدال التي يؤكدها الدين الاسلامي، مقابل الكشف عن الوهم الذي تروج له الجماعات الدينية السياسية.