انقرة: يبحث مجلس الامن الوطني في تركيا الاربعاء مسألة نشر الدرع الصاروخي الامريكي على الاراضي التركية كما تطلب الولاياتالمتحدة وسط مخاوف من احتمال توتر علاقة انقرة مع جيرانها. ويرأس الاجتماع الرئيس عبدالله جول ويحضره اعضاء مجلس الامن الوطني الذي يضم رئيس الحكومة رجب طيب اردوجان وقائد الجيش الجديد الجنرال ايشاق قوشنار الى جانب ووزراء وقادة عسكريين معنيين بملفات الامن الوطني. ويتوقع أن يركز الاجتماع على ملفات امنية داخلية وخارجية من بينها المطالب الملحة للحليف الامريكي بقبول نشر المنظومة الصاروخية للدفاع الجوي ضد اخطار الصواريخ الباليستية والمعروفة ب"الدرع الصاروخي". وتتعرض تركيا حاليا لضغوط امريكية من أجل نشر سلسلة انظمة رادار هي احدى المكونات الرئيسية للدرع الصاروخي مع ربطها باقي المكونات التي ستنشر في رومانيا والتشيك اذا ما اقرت قمة حلف شمال الاطلسي "الناتو" المقررة في لشبونة الشهر المقبل نشر النظام في اراضي دول الحلف. ولم تتخذ تركيا بعد موقفا رسميا حيال الطلب الامريكي لكن تقارير انباء رجحت عدم امكانية رفض انقرة هذا الطلب لاعتبارات عدة من بينها ان التزاماتها داخل الناتو تستوجب الانصياع لنظام الدفاع الجماعي التي يفرضها الحلف وكذلك عدم المجازفة بعلاقاتها المميزة مع واشنطن. واشارت التقارير الى وجود موافقة تركية مبدئية على نشر الرادار لكنها موافقة مشروطة اذ تطلب انقرة ضمانات من ان النظام الصاروخي لن يستخدم لتهديد الجارة الشرقيةايران خصوصا مع سياسة الانفتاح والتقارب التي تتبعها تركيا مع كل جيرانها. تطلب أنقرة ايضا الا تستخدم البيانات المحصلة من الرادار في تزويد اسرائيل بالمعلومات عن الدول المجارة لتركيا مثل ايران او العراق او سوريا كي لاتشعر هذه الدول بالتهديد على اقل تقدير وان تشاطر الولاياتالمتحدة هذه البيانات. ويثير الدرع الصاروخي الامريكي مخاوف داخل الحلف خصوصا دول مثل المانيا وفرنسا من ان يؤدي نشره في اوروبا الى سباق تسلح محموم مع روسيا التي سبق وهددت بالانسحاب من معاهدة "ستارت 2" لخفض الاسلحة النووية والاستراتيجية اذا احست بان النظام الصاروخي يهدد امنها القومي.