لهن - بعد تداول صورة القط المحبوس خلف الحائط في محطة مترو محمد نجيب ، تردد على المكان عدد من محبي الحيوانات والناشطين في هذا المجال للتأكد من تواجد القط بداخله ، وبالفعل وجدوا أن كل العاملين بالمترو يعرفون أن هناك قط يعيش خلف الجدار ، وتضاربت الأقوال حول مدة تواجده التى تراوحت من 5 : 7 سنوات ، والأمر الغريب أن لم يبالي أحداً بالأمر نهائياً. وبعد أن أثار الأمر حفيظة البعض بسبب نشر صورة القط ومعاناته على مواقع التواصل الاجتماعي ، تحركت مجموعة من ناشطات في حقوق الحيوان وهم منيرة شحاتة ومروة الجبالي ورانيا الكردي ودينا ذوالفقار و داليا شاهين اللاتي استطعن حل أزمة القط ، وذلك بعد عمل بلاغ في القسم للتوجه بشكل قانوني لإزالة جزء من الحائط لإخراج القط المحبوس بداخله. وبالفعل توجهت الناشطات إلى المحطة بموافقة مدير الهيئة بصحبة رجال من شرطة المترو والدفاع المدني ، وتم فتح ثلاث فتحات لإخراج القط. وتبين أن الحائط من السهل فكه وتركيبه بمسامير ويلصق على هيكل خرساني من الخلف ، وهي المساحة التى مكنت القط بداخلها ، كما رزقه الله بمن يوفر له الطعام والشراب يومياً ومن هنا توصلنا إلى المنقذ الحقيقي وهو عم عبده حسن صاحب محل نظارات بجانب محطة محمد نجيب بوسط البلد. عم عبده رجل في الخمسينات من عمره عاشق للقطط ، وهو المُعيل الحقيقي للقطط المحبوس ، لم يتركه يوماً واحداً بعد أن اكتشف وجوده خلف الحائط ، بل أطلق عليه اسم "نيسو" ومنذ سنوات ولم ينقطع عنه حتى في أحلك الظروف ، يُدخل له الطعام من خلال فتحة صغيرة جدا أسفل الحائط ، أما الماء فكان يتم إدخالة عن طريق خرطوم صغير. من السهل اكتشاف حب عم عبده للقطط من خلال مشهد مألوف لدي زبائنه ، وهو تواجد أعدادا كبيرة من قطط الشارع داخل المحل ، منتظرين الوجبات الفاخرة من الطعام الجاف التي يقدمها لهم يومياً. عند وصول فريق الإنقاذ والسيدات الناشطات تم فك جزء صغير من البلاط الملصق على الخرسانه لتطهر مجرى صغيرة يتحرك خلالها القط ، وظهر القط من بعيد لكنه أصيب بالذعر ورفض الخروج لمدة طويلة لولا تدخل أحد الشباب ، وبعدها قام القط بالفرار ، الأمر الذي أثار قلق الناشطات خوفاً عليه من الحياة الجديدة والمخاطر التى قد يتعرض لها في الخارج ولم تتمكن الناشطات من الإمساك به. تقول منيرة شحانة : "نيسو" كان يعيش داخل ما يشبه القبر ، لكن الحمد لله ، خرج وفر ، وهو متواجد فى نفس المنطقه يتمتع بالضوء والشمس والهواء ، ومن المؤكد أنه سيعود مرة أخرى لنفس المكان بالمترو باحثاً عن وجبات صديقه عم عبده وهو الشخص الوحيد الذي يعرفه ويشعر معه بالأمان ، وسنبحث عنه حتى نجد له مكان آمن. وبالفعل تقوم منيرة شحاته بمساعدة رفيقاتها مروة الجبالي ورانيا الكردي بالنزول يومياً إلأى نفس المكان للبحث عن القط "نيسو" للإمساك به وإنقاذه من خطر الشارع الذي لم يعتاد عليه منذ سنوات طويلة. ذيل القط يظهر خرج الحائط قبل فك أسره عم عبده يقدم وجبة لنيسو قبل تحريره القط يظهر داخل الحائط بعد إزالة جزء منه نيسو في الداخل عبده حسن قطط عم عبده تتناول وجبة من الطعام الجاف داخل المحل منيرة شحاته ومروة الجبالي ورانيا الكردي خلال رحلة البحث اليومية