بعد أن جمع العداء بين زعيمي حزبي "العمل"، و"الحركة" (الوسطيين) يتسحاق هرتسوغ، وتسيبي ليفني، تجاه زعيم حزب"الليكود" اليميني ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، باتا بائتلافهما "المعسكر الصهيوني" يوشكان على الإطاحة به. التقرير التالي يعطي نظرة عن قرب على مؤسسي "المعسكر الصهيوني" وبرنامجه السياسي والأمني، وذلك ضمن سلسة تقارير تعدها وكالة الأناضول عن الانتخابات الإسرائيلية المقررة الثلاثاء المقبل. وأظهر استطلاع للرأي العام الإسرائيلي، نشرت نتائجه صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، صباح اليوم الجمعة، أنه لو جرت الانتخابات اليوم فسيحصل "المعسكر الصهيوني" على 25 مقعداً مقابل 21 لحزب "الليكود". وفي هذا الصدد، قال وديع أبو نصار، محلل الشؤون الإسرائيلية ، لوكالة الأناضول،: "لقد اختاروا اسم المعسكر الصهيوني، في محاولة لجذب كل الطيف اليهودي، وإبعاد صفة اليسار التي يحاول نتنياهو إلصاقها بهما، ولكنهما بالمقابل خسرا الأصوات العربية المحتملة لأن العرب يقولون إنهم ليسوا صهاينة .. فيكف يكونوا في هذا المعسكر؟". وشكل "المعسكر الصهيوني" مفاجأة للكثيرين، فبعد أن ساد الاعتقاد أن لا منافس حقيقي ل"الليكود"، قد جاء هذا التحالف ما بين "العمل" الذي انحسر دوره في السنوات القليلة الماضية، و"الحركة" الذي كانت تشير استطلاعات الرأي العام إلى أنه قد لا يجتاز نسبة الحسم، ليقلق نتنياهو أو (بيبي) كما يطلق عليه في الإعلام الإسرائيلي. وعبر نتنياهو عن هذا القلق بوضوح في مقابلة مع صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية، نشرت اليوم ، قال فيها: "إذا ما استمرت الفجوة ما بين الليكود والعمل، فإنه بعد أسبوع من الآن سيصبح (يتسحاق) هرتسوغ، و(تسيبي) ليفني رئيسي وزراء إسرائيل بالتناوب، وبدعم من الأحزاب العربية". وأضاف: "الطريق الوحيد لمنع حكومة يسار يكون رئيسيها ليفني وبوغي (هرتسوغ)، بدعم من العرب، هو التصويت للكيود". وهرتسوغ أو (بوغي كما يطلق عليه)، المولود في تل أبيب في 2 سبتمبر/أيلول 1960، وصل إلى الكنيست (البرلمان) عام 2003، ومنذ ذلك الحين تبوأ عدداً من الحقائب الوزارية بما فيها الرفاه، والإسكان، والبناء، والسياحة، وشؤون الشتات، وكان عضو في المجلس الوزاري المصغر"الكابينت" المسؤول عن اتخاذ القرارات الحيوية. ويشير في موقعه الإلكتروني إلى أنه "وصل إلى رتبة لواء في وحدة النخبة في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (8200)، وواصل خدمة الاحتياط فيها حتى بعد دخوله الكنيست". وهرتسوغ، هو نجل حاييم هرتسوغ ، الذي هاجر من ايرلندا إلى إسرائيل، وأصبح الرئيس السادس للدولة ،أما جده يتسحاق ليفي هرتسوغ، فكان كبير الحاخامين الأول للاشكناز (يهود الغرب)، في حين أن عمه أبا ايبان، فكان دبلوماسياً إسرائيلياً مخضرماً. وقد درس هرتسوغ القانون في جامعة تل أبيب (وسط). وعلى الرغم من مظهره الهادئ، فإن هرتسوغ صاحب مواقف متشددة سياسياً، وأعلن رفضه لتقسيم القدس، وإخلاء الكتل الاستيطانية، وعودة اللاجئين الفلسطينيين. أما تسيبي ليفني المولودة في إسرائيل عام 1958، فقد درست القانون في جامعة بار ايلان (وسط)، ومارست المهنة لمدة 10 سنوات، وخدمت في الجيش الإسرائيلي قبل أن تلتحق بجهاز"الموساد" لسنوات لم تحددها على موقعها الإلكتروني. وقد انضمت إلى الكنيست عام 1999 كعضو عن حزب "الليكود"، وتولت عدداً من الحقائب الوزارية، مثل التعاون الإقليمي، والزراعة، واستيعاب المهاجرين، والبناء والإسكان، قبل أن تنفصل عن الليكود وتنضم إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق الراحل، أرئيل شارون الذي أسس حزب"كاديما" عام 2005 . وأسست ليفني حزب "الحركة" في نهاية العام 2012، وعادت إلى الكنيست في يناير/كانون الثاني 2013 على رأس هذه القائمة قبل أن تنضم إلى حكومة نتنياهو كوزيرة للعدل ومسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين إلى حين إقالتها من منصبها كوزيرة، نهاية العام الماضي. ويقول مسؤول فلسطيني التقى كل من هرتسوغ وليفني لوكالة الأناضول: "هرتسوغ شخصية لطيفة ويبدي رغبة في تغيير الوضع، غير أنه لا يملك برنامجاً سياسياً واضحاً". وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، "أما ليفني، فهي شخصية صعبة، هي أول من طرح مطلب الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وترفض أية عودة للاجئين الفلسطينيين، كما ترفض أن تكون القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وفيما أنها تعارض الاستيطان في المستوطنات المعزولة في الضفة الغربية فإنها تصر على حق إسرائيل بالاستيطان وضم الكتل الاستيطانية الكبرى مثل معاليه أدوميم، شرق القدس، وأرئيل، شمالي الضفة الغربية، وغوش عتصيون، جنوبي الضفة الغربية". وفي هذا الصدد قالت ليفني، اليوم، في مقابلة مع صحيفة "جروزاليم بوست": "أنا أحافظ على مصالح إسرائيل أفضل من نتنياهو، لقد كنت أفاوض لساعات طويلة ولم أستسلم ، يمكنني الحفاظ على مصالح بلدي، وفي ذات الوقت الحصول على دعم العالم". وأضافت: "لقد اكتشف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ضعف إسرائيل في ظل حكومة نتنياهو، وفي اليوم التالي لانتخابي فإن التسونامي السياسي سيتوقف"، في إشارة إلى تنامي الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية. ويضم "المعسكر الصهيوني"مرشحاً عربياً واحداً في المقاعد المضمونة ضمن ال 25 مقعداً المتوقعة، هو زهير بهلول الذي عمل لنحو 40 عاماً في الصحافة الرياضية. سياسياً، يقول "المعسكر الصهيوني " في برنامجه الانتخابي، إن "نتنياهو تسبب في تآكل العلاقة مع الولاياتالمتحدة إلى أزمة غير مسبوقة، ووضع أمننا القومي في خطر لا مثيل له، سنقوم بإنهاء عزلة إسرائيل المتنامية، وسنصلح العلاقات مع الولاياتالمتحدة وأوروبا، وسنجند العالم إلى جانبنا في مكافحة الإرهاب والتهديدات الإقليمية". أما أمنياً فيقول" عند التعامل مع الأمن، فإن ليس هناك مجال للتردد، لدينا الرؤية والخبرة لاتخاذ القرارات الصحيحة، وفي الوقت نفسه سنعمل على تعزيز أفق سياسي بالشراكة مع حلفائنا الدوليين من أجل الحفاظ على الأمن، سنجدد الدعم الدولي الذي من شأنه أن تسمح لنا بمحاربة الإرهاب وحماية إسرائيل". وقبل ائتلافهما، يمثل حزبا "العمل" و"الحركة" في الدورة الأخيرة للكنيست، 20 نائباً، منهم 6 للحركة.