أكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أن الأزهر يمد يد العون والمساعدة للجميع، ولا يتوانى عن دوره التعليمي والدعوي، وعلى استعداد لإعداد برنامج لتدريب الأئمة الفرنسيين على القضايا المستجدة المنتشرة على الساحة الدولية، وكيفية مواجهة الفكر المتطرف والمنحرف، كما أنه على استعداد لتزويد فرنسا بالأئمة من الأزهر، كما طلب منه الرئيس الفرنسي خلال لقائهما بالمملكة العربية السعودية. جاء ذلك خلال لقاء شيخ الأزهر اليوم الثلاثاء، مع جان كريستوف مستشار وزير الخارجية الفرنسي للشؤون الدينية، بمشيخة الأزهر والوفد المرافق له بحضور الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، وذلك لبحث أوجه التعاون بين الأزهر وفرنسا. وأشار فضيلته إلى أن الأزهر الشريف هو المؤسسة الوحيدة التي ظلت على مدى أكثر من 10 قرون تدرس الإسلام بصورة صحيحة، ولم يتأثر بأي تيار من التيارات، ولا بفكر أي جماعة من الجماعات، ولم يستطع أحد التأثير على رسالته الوسطية التي تنبذ التشدد والعنف. وقال فضيلته إن الأزهر الشريف قرَر إنشاء مركز إلكتروني لرصد ما تبثه التنظيمات الإرهابية من أفكار ضالة ومنحرفة موجهة إلى الشباب ثم الردِّ عليها؛ لتحصين الشباب وحمايتهم من الانخداع والوقوع في شَرَكِ هذه الجماعات الإرهابية، ومَن على شاكلتها. وقدر فضيلته قيام وزارتي الخارجية والداخلية الفرنسية باتخاذ مستشارين لها للشؤون الدينية، مما يدل على أهمية الدين في نفوس الحكومة الفرنسية، وخطورة توظيفه فيما يسيء للأديان عموما وللإسلام خصوصا. رحب فضيلة الإمام الأكبر بالضيف الفرنسي ومرافقيه في رحاب الأزهر الشريف، مؤكدًا أن الأزهر على ارتباط وثيق بالثقافة الفرنسية عن طريق شيوخه الذين ابتعثوا إلى فرنسا، وفتحوا مدارك الأزهريين على هذه الثقافة. ومن جانبه أعرب السيد كريستوف عن تقديره للأزهر الشريف وإمامه الأكبر لما يمثله الأزهر من مكانة كبيرة في العالم بأسره، وقدم شكره العميق لفضيلة الإمام الأكبر على تصريحاته القوية إزاء الاعتداءات المسلحة التي وقعت بحق الفرنسيين، مبديًا إعجابه الشديد برؤية الإمام تجاه الأحداث على الساحة الفرنسية والدولية.