استقبل اليوم فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، السيد/ جان كريستوف، مستشار وزير الخارجية الفرنسي للشؤون الدينية، والوفد المرافق له، بحضور فضيلة أ.د/ عباس شومان، وكيل الأزهر، وذلك لبحث أوجه التعاون بين الأزهر وفرنسا. وأعرب السيد كريستوف عن تقديره للأزهر الشريف وإمامه الأكبر لما يمثله الأزهر من مكانة كبيرة في العالم بأسره، وقدم شكره العميق لفضيلة الإمام الأكبر علي تصريحاته القوية إزاء الاعتداءات المسلحة التي وقعت بحق الفرنسيين، مبديًا إعجابه الشديد برؤية الإمام تجاه الأحداث علي الساحة الفرنسية والدولية. وأكد مستشار وزير الخارجية الفرنسي للشؤون الدينية أن حكومته تولي أهمية كبيرة بالدين الإسلامي، باعتباره الديانة الثانية في فرنسا، مضيفًا أننا نأمل في تعزيز التعاون بين الأزهر الشريف والحكومة الفرنسية من خلال تدريب الأئمة الفرنسيين وتأهليهم بالأزهر حتي يمكنهم التواصل مع المسلمين هناك علي النحو الصحيح. وأوضح كريستوف أن الأديان كلها تشغل مكانة كبيرة في قلوب البشر، ولكن يستخدمها البعض في ارتكاب ما يسيء إليها، مشددا علي أن السلطات الفرنسية لا يمكنها التدخل في الحريات الدينية، لكنها ستعمل علي فتح حوار موسع مع المسلمين الفرنسيين. من جانبه، رحب فضيلة الإمام الأكبر بالضيف الفرنسي ومرافقيه في رحاب الأزهر الشريف، مؤكدًا أن الأزهر علي ارتباط وثيق بالثقافة الفرنسية عن طريق شيوخه الذين ابتعثوا إلي فرنسا، وفتحوا مدارك الأزهريين علي هذه الثقافة. وقدر فضيلته قيام وزارتي الخارجية والداخلية الفرنسية باتخاذ مستشارين لها للشؤون الدينية، مما يدل علي أهمية الدين في نفوس الحكومة الفرنسية، وخطورة توظيفه فيما يسيء للأديان عموما وللإسلام خصوصا. وأكد فضيلته أن الأزهر يمد يد العون والمساعدة للجميع، ولا يتواني عن دوره التعليمي والدعوي، وعلي استعداد لإعداد برنامج لتدريب الأئمة الفرنسيين علي القضايا المستجدة المنتشرة علي الساحة الدولية، وكيفية مواجهة الفكر المتطرف والمنحرف، كما أنه علي استعداد لتزويد فرنسا بالأئمة من الأزهر، كما طلب منه الرئيس الفرنسي خلال لقائهما بالمملكة العربية السعودية. وأشار فضيلته إلي أن الأزهر الشريف هو المؤسسة الوحيدة التي ظلت علي مدي أكثر من 10 قرون تدرس الإسلام بصورة صحييحة، ولم يتأثر بأي تيار من التيارات، ولا بفكر أي جماعة من الجماعات، ولم يستطع أحد التأثير علي رسالته الوسطية التي تنبذ التشدد والعنف. وقال فضيلته: إن الأزهر الشريف قرَّر إنشاء مركز إلكترونيٍّ لرصد ما تبثه التنظيمات الإرهابية من أفكار ضالة ومنحرفة موجهة إلي الشباب ثم الردِّ عليها، لتحصين الشباب وحمايتهم من الانخداع والوقوع في شَرَكِ هذه الجماعات الإرهابية، ومَن علي شاكلتها.