سيمون غباغبو، زوجة الرئيس الإيفواري السابق لوران غباغبو، شخصية قوية سكنت تفاصيل أكثر من سيناريو في المشهد السياسي الإيفواري، حتى أنّ البعض من أنصارها يعتبرونها "ثورية".. يلقبّونها في بلدها ب "السيدة الحديدية" لما تتمتّع به من دهاء سياسي وقدرة على إستثمار إعتباريتها الذاتية ووزنها الشخصي في أدائها السياسي.. حنونة إلى أبعد الحدود حين يتعلّق الأمر بعائلتها.. شخصية تقف على طرفي نقيض، وهي، اليوم، تواجه تهمة "المساس بأمن الدولة" في علاقة بالأزمة السياسية التي هزت البلاد من 2002 إلى 2011. أيام حالكة يتوقّع المراقبون أنّها قد تكون في إنتظار السيدة الأولى السابقة لكوت ديفوار، وذلك عقب طلب محامي الطرف المدني، خلال جلسة المحاكمة المنعقدة بداية الأسبوع الجاري، تسليط عقوبة بالسجن لمدّة 10 سنوات نافذة، للإشتباه في كونها عرّابة فرق الموت المسؤولة عن الإنتهاكات التي تلت إندلاع التمرّد خلال الفترة الفاصلة بين عامي 2002 و2004. سيمون غباغبو (66 عاما) دخلت دائرة الضوء سواء بالنسبة لمواطنيها أو للعالم، خلال الأزمة السياسية والعسكرية التي هزّت كوت ديفوار إنطلاقا من سبتمبر/ أيلول 2002، ولم تضع أوزارها إلا في إبريل/ نيسان 2011. مارثا أغوه، الأمينة العامة الحالية ل "الجبهة الشعبية الإيفواري"، حزب الرئيس الإيفواري السابق لوران غباغبو، وأبرز تشكيلات المعارضة في البلاد، والتي تعود معرفتها بالسيدة غباغبو إلى سنوات "الشباب الطلابي الكاثوليكي"، وهي منظمة طلابية نشطت خلال سنوات 1966- 1970، قالت تدافع عن رفيقة شبابها: "سيمون شخصية سياسية بإمتياز، وهي ليست زوجة رجل سياسة فقط لتكون ظلاّ لدور السيدة الأولى، ولذلك قرّرت أن تدخل عالم السياسة، فكانت النتيجة محاكمتها بشكل سيء للغاية". أستاذة جامعية في الأصل، قبل أن تتبعثر ملامح حياتها الشخصية والمهنية، إبتداء من 1973، تاريخ تعرّفها إلى لوران غباغبو، والذي كان حينذاك عضوا بالنقابة الوطنية للبحث والتعليم العالي.