أعلن نشطاء سوريون ومصادر آشورية اليوم الأربعاء، أن تنظيم "داعش" الإرهابي اختطف العشرات من المسيحيين الآشوريين من قرى تقع شمال شرقي سوريا، وأحرق عددا من الكنائس. وأفادت مصادر المجلس السرياني السوري حسبما ورد بهيئة الإذاعة البريطانية ال "بي بي سي" أن عدد المخطوفين لدى التنظيم من الآشوريين المدنيين يصل إلى 150 شخصا. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد ذكر في وقت سابق أن 90 على الأقل من الرجال والنساء والأطفال خطفوا في سلسلة من الهجمات التي شنها مسلحو التنظيم فجرا في مناطق قرب بلدة تل تمر، بمحافظة الحسكة الاستراتيجية. وتقع بلدة تل تمر غربي مدينة الحسكة التي تسيطر القوات الكردية على معظم مناطقها. وتمكن بعض المختطفين من الفرار واتجهوا إلى مدينة الحسكه التي يسيطر عليها الأكراد. وتزامن خطف المسيحيين الآشوريين مع تقدم مستمر من جانب المقاتلين الأكراد السوريين، المدعومين بهجمات جوية تشنها قوات التحالف الدولي على مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية"، نحو الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا. وتتمتع محافظة الحسكة بأهمية استراتيجية في القتال ضد التنظيم لأنها تقع على حدود تركيا والمناطق التي يسيطر عليها مقاتلو التنظيم في العراق. وقال النشطاء إن مقاتلي التنظيم اجتاحوا عددا من القرى على ضفاف نهر الخابور في فجر الاثنين. وقال المرصد السوري، الذي يتابع تطورات الصراع في سوريا ومقره بريطانيا، إن معظم المختطفين من قرية تل شارمان، الواقعة على بعد قرابة 45 كليومترا من الحسكة. وقالت مصادر أشورية في بيروت لبي بي سي إن قرابة 100 شخص من سكان قرى آشورية في ريف الحسكة ولا سيما من قرية تل شاميرام، "احتجزوا رهائن" لدى مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية". وقالت المصادر: "إن نحو ثلاثين قرية أخرى في المنطقة مهددة من قبل التنظيم". وأضافت إن عشرة مقاتلين آشوريين سوريين محليين مفقودون، وإن 7 أشخاص على الاقل قتلوا خلال هذه الهجمات التي شنها التنظيم فجر الاثنين. وحسب المصادر نفسها، فإن مسلحى التنظيم أحرقوا خمس كنائس على الأقل في هذه المنطقة التي تعرضت للهجوم. وقال مسؤول كردي، الإثنين، إن قوات من وحدات الحماية الشعبية أجبرت مسلحي تنظيم الدولة على التراجع إلى مسافة خمسة كيلومترات من بلدة تل حميس. ويعتقد بأن المسيحيين كانوا يشكلون قرابة 10 في المائة من سكان سوريا البالغ عددهم 22 مليون شخص، قبل بدء الصراع في سوريا قبل أربع سنوات تقريبا، والذي أدى إلى تشريد ملايين السوريين في داخل وخارج البلاد. ويعيش معظم المسيحيين الآشوريين السوريين في محافظة الحسكة، غير أن هناك أعدادا قليلة منهم يعيشون في محافظتي حلب وحمص والعاصمة دمشق. وكانت السلطات الفرنسية قد أنشأت القرى الآشورية على نهر الخابور خلال فترة الانتداب الفرنسي بهدف حماية الآشوريين من الاضطهاد في العراق في عام 1933.