أكد عدد من مسيحيي محافظة الحسكة شمال سورية اليوم الثلاثاء، أن تنظيم "داعش" الإرهابي اختطف نحو 40 عائلة من قرية شاميرام وبعض القرى الأشورية المسيحية الأخرى التي اقتحمها التنظيم. وقال نينوس خوشابا أحد النازحين إلى مدينة الحسكة بعد أن نجوا من هجوم داعش لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" عبر الهاتف: "نحن نتعرض لإبادة جماعية ونعذب ونهجر ولا أحد يساعدنا ، وداعش الإرهابي يخطف ويقتل ويغتصب ويحرق كنائسنا ومنازلنا ، نحن مدنيون عزل لا نملك أي سلاح ندافع به عن أنفسنا". وأضاف خوشابا وهو في منتصف العقد الرابع من العمر :"نطالب العالم أجمع أن ينقذونا من هذه الهجمة البربرية التي نتعرض لها كمسيحيين سوريين". وقال المرصد الآشوري لحقوق الإنسان، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" نسخة منه اليوم: "أكثر من 40 عائلة مجهولة المصير من قرية تل شاميرام الآشورية المسيحية التي كانت أول القرى الأشورية التي سيطر عليها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية ، واختطفهم داعش كرهائن". وأشار خوشابا وهو مهندس زراعي يعمل في قريته إلى استمرار نزوح مئات العائلات من القرى الأشورية ووصولهم إلى مدينتي الحسكة والقامشلي ، لافتا إلى أن داعش اختطف العشرات من الأشخاص بينهم أطفال ونساء. وقالت شمونة يونان وهي سيدة وصلت اليوم إلى إحدى الكنائس في الحسكة من قرية تل طال ل "د.ب.أ": "إن عشرات العائلات غير معروف مصيرها حتى الآن والرعب في كل مكان في مناطقنا". ويقول عدد من الأهالي: "إن مناطق المسيحيين تتعرض للتطهير العرقي بقصد التغيير الديمغرافي لوجه المنطقة هناك ، المسيحيون إما يقتلون أو يهجرون والأكراد لديهم قوات مسلحة ومدربة وبأعداد كبيرة ، والقبائل العربية ليست منظمة جيدا كي تمليء أي فراغ حاصل لا بل إنها منقسمة غالبا والمنطقة فوضى وحرب مستعرة". وتمتد عشرات القرى الأشورية المسيحية على ضفتي نهر الخابور الذي يغذي المنطقة وتعتبر تلك القرى زراعيا هي الأخصب والأكثر إنتاجية. وقال راعي إحدى كنائس الحسكة التي تستقبل النازحين: "الأمر فوق طاقتنا ، نحتاج مساعدات إنسانية عاجلة الطقس بارد ولا تتوفر أماكن للتدفئة ، والغذاء أسعاره مرتفعة وكذلك الدواء ، نحن السوريون جميعا من مسلمين ومسيحيين أمام مأساة إنسانية واقعية ولا أحد يكترث بنا".