أعربت مصر عن ثباتها في حربها ضد الإرهاب داخل البلاد والشرق الأوسط ودعم قوات التحالف الدولي لمحاربة «داعش». وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر صحفي مشترك جمعه مع نظيره الأمريكي جون كيري، أمس الخميس، إن مصر ثابتة في حربها ضد الإرهاب سواء في الوطن أو المنطقة وتظل مصممة وعازمة على تقديم المساعدة إلى التحالف ضد داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية، وفقاً لوكالة الأناضول. وشدد على أن بلاده ستواصل التعاون الفعال مع الولاياتالمتحدة وشركاء آخرين لأننا نعرف المخاطر التي تشكلها هذه التنظيمات على استقرار المنطقة. وشكر وزير الخارجية المصري نظيره الأمريكي على التعازي التي قدمتها الولاياتالمتحدة إلى مصر لمقتل 21 قبطياً مصرياً على يد «داعش» في ليبيا، معتبراً الموقف الأمريكي تقديراً للصداقة الوثيقة بين البلدين وعزمهما على التعامل مع مخاطر وتهديدات الإرهاب. كما أعرب الوزير المصري عن امتنانه ل«الدعم الذي تسلمته مصر من الولاياتالمتحدة وأن القاهرة تطلع قدماً إلى مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية في الميادين المتعددة سواء أكانت سياسية او عسكرية وتعاون أمني وكذلك الدعم الاقتصادي التي تسلمته البلاد من الولاياتالمتحدة والشركات الأمريكية». وأكد أن مصر قد أنهت عملية تحولها السياسي وخارطة طريقها بإكمال أول مرحلتين - إقرار دستور جديد والانتخابات الرئاسية - بنجاح وهي الآن في طور إكمال المرحلة الثالثة - الانتخابات البرلمانية - لتكمل المؤسسات الحكومية. وأوضح أن بلاده في طريق الديمقراطية وحماية وتحسين حقوق الإنسان وتأمين أجواء من الرخاء للنم"، معرباً عن أمانيه بأن تواصل الولاياتالمتحدة تعاونها الفعال لدعم مصر خلال هذه المرحلة. من جانبه، أكد كيري على أنه قام ونظيره شكري بلقاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والممثلة السامية للاتحاد الأوروبي فريدريكا موغريني لبحث الأزمة الليبية، والذي وصفه الوزير الأمريكي على أنه «أحد الأمور التي تقلقنا ونعمل عليها معا». وقدم كيري تعازيه مجدداً إلى الشعب المصري للقتل البشع والمثير للاشمئزاز ل 21 قبطياً مسيحياً في ليبيا، مشيراً إلى أن هذا هو مثال آخر على شر داعش الذي يحشد الناس بشكل أكبر. والتقى الوزير شكري بمستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي سوزان رايس التي أكدت على أهمية التعاون الأمريكي المصري في مساعدة الشعب الليبي للتعامل مع تهديدات الإرهابيين وتشجيع حكومة ليبية موحدة تمثل تطلعات جميع الليبيين، معربة في الوقت نفسه عن مخاوف بلادها من أجواء المشاركة السياسية وحقوق الإنسان في مصر، بحسب بيان صادر عن البيت الأبيض. وكان وزير الخارجية المصري، سامح شكري، دعا، يوم الأربعاء، إلى رفع القيود المفروضة على حصول ما أسماها ب«الحكومة الشرعية» والجيش الليبي على احتياجاتهما من السلاح والمعدات العسكرية ل«مواجهة الإرهاب»، ومحاصرة الكيانات الأخرى، إضافة إلى فتح المجال أمام الدول التي ترغب في دعم تلك الحكومة ل«مكافحة الإرهاب وفرض الأمن». جاء ذلك في كلمة ل«شكري» أمام جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في ليبيا، بعد أيام من بث تنظيم «داعش»، مساء الأحد الماضي، تسجيلا مصورا يظهر ذبحه 21 مسيحيا مصريا في ليبيا، وهو ما رد عليه الجيش المصري، فجر اليوم التالي، بشن غارات جوية على ما قالت القاهرة إنها أهداف ل«داعش» في مدينة درنة شرقي ليبيا. وتعاني ليبيا فوضى أمنية على خلفية اقتتال كتائب إسلامية وأخرى مناوئة لها في بنغازي، وطرابلس، في محاولة لحسم صراع على السلطة.