أكد المشاركون في الندوة التي ناقشت كتاب "سيناء المصرية عبر التاريخ" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، تأليف إبراهيم أمين غالي، أن سيناء مصرية من قبل وجود بني إسرائيل، منتقدين تقصير الدولة في تنميتها عبر عقود مضت وتركها للإرهابيين. قال الدكتور خلف الميري رئيس الإدارة المركزية بالمجلس الأعلى للثقافة، الذي أدار الندوة، أن سيناء لها أهميتها خاصة على الصعيد الحاضر، لافتا إلى أن المؤلف استعان بوثائق لتأكيد مصرية سيناء في مواجهة بعض الدعاوى التي تقول عكس ذلك. كما أكد المؤلف على ارتباط التاريخ المصري بسيناء منذ ما قبل الدولة القديمة وأن هناك من الشواهد الأثرية التي تؤكد الاهتمام المصري بها قبل وجود بني إسرائيل بأكثر من 200 عام وذلك بالأدلة والوثائق. ولفت الميري إلى أن مشروع الخلافة الذي يدعوا له الجماعات المسلحة يقوم على فصل سيناء عن مصر، مشيرا إلى أنه طوال فترة حكم الإخوان لم توجه حركة حماس صواريخها لإسرائيل وإنما حاولت السيطرة على سيناء، كما أن التنظيمات الإرهابية في أفغانستان لم توجه عملياتها إلى أمريكا طوال نفس الفترة وإنما حضر بعضهم لسيناء. ومن جانبه قال الدكتور أحمد زكريا الشلق، "هناك كتابات كثيرة عن سيناء ولكن يظل ما كتب وقيل دون المستوى المطلوب مثل فعلنا بسيناء عندما نطلق عليها مسميات جميلة نتغنى بها دون فعل ملموس بالواقع لها. وأضاف الشلق أن سيناء هي جزء من دم هذا الوطن وعندما نعمره بالبشر والصناعة والثقافة وبكل ما هو إنساني يحق لنا التغني بها ولكن بدون ذلك نكون نغني بالفراغ. وتابع: لا نريد أن نكون كالرجل الذي يغازل امرأته صباحا ومساء وعندما تحتاجه وقت الشدة لا يفعل شيء. وتحدث الشلق عن المؤلف وقال إنه أحد أقطاب الدبلوماسية العريقة الذي عارك الحياة الدولية ومن القلائل الذي اتخذ الدبلوماسية علما وفنا، وله العديد من المؤلفات المكتوبة بالفرنسية، موضحا ان استخدام المؤلف للغة أخرى خلاف العربية في الكتابة ليس تعالي منه وإنما من اجل مخاطبة الغرب بلغتهم ليعرفوا ماذا نكتب عن أنفسنا. وأشاد الشلق بالمؤلف لقيامه بإلحاق عدد من الوثائق الفرنسية والبريطانية التي تتعلق بما جاء بالكتاب ووظفها بشكل جيد. وأوضح الشلق أن الكتاب يتناول سيناء بدأ من العصر الفرعوني وحتى عام 1973، لافتا إلى أن كل فصل من فصول الكتاب يصلح ليكون كتابا خاصة وان الكتاب يتضمن مادة علمية ووثائق تساعد على ذلك. كما أشاد الشلق بقدرة المؤلف على بلورة المادة العلمية رغم انه قدم استعراض تاريخي طويل حيث قدمه بشكل مركز وهي مقدرة لا يقدر عليها إلا أكثر الكتاب كفأ، لافتا إلى أن المؤلف تمكن من تقديم استعراض محكم ولو طلب منه الكتابة عن سيناء في العصر العثماني فلن ينجزه بشكل دقيق كما فعل المؤلف. وأشار الشلق إلى أن المؤلف قدم تمهيدا في بداية الكتاب يتضمن أصل تسمية سيناء ثم تناول خريطة لجغرافية سيناء لأنه مؤمن أنه لا يوجد تاريخ بدون جغرافيا، وأعطى صورة جغرافية دقيقة. ثم تناول المواطن السيناوي والعادات والتقاليد ولم يغفل عن تصوير أسس المجتمع السيناوي، ثم تحدث عن وضع سيناء في العصر الفرعوني وكيفية استغلال القدماء المصريين لمعالم سيناء. وتحدث المؤلف عن مرحلة "الأنباط" وقدم نبذة تاريخية عن حضارتهم وانتقل منها إلى دراسة وضع سيناء في العصور الوسطى حيث تحدث عن الفتح الإسلامي وكيف انتشر الإسلام. كما تحدث عن وضع سيناء في ظل الفتح العثماني، ثم وصل للاحتلال البريطاني وتحدث عن موقف الاحتلال من البعثات اليهودية التي جاءت لسيناء، وبالنسبة للعصر الحديث درس المؤلف موقف سيناء في فترة الغزو الفرنسي. وانتقد الشلق استخدام الكثيرين لمصطلح " الحملة الفرنسية " وقال أنها غزو واحتلال. وقال الشلق " من الواضح أن اهتمام الصهيونية بسيناء اخذ اهتمام غير عادي من المؤلف حيث ركز في الكتاب على البعثات الصهيونية خلال الاحتلال البريطاني والتي كانت تسعى لإيجاد موطن للصهيونية قبل فلسطين. وتناول المؤلف الفترة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية وركز على إبراز الإستراتيجية البريطانية. ولم يغفل الحديث عن التطور العلمي وانعكاساته على سيناء. كما تناول وضع سيناء منذ حرب عام 1948 ثم خلال احتلالها سنة 67 وفترة تحريرها في عام 1973 والتي أنهى بها الكتاب حيث اعتبرها فجر جديد وكل هذه المادة العلمية استعرضها المؤلف بتوثيق واضح كما أكد الشلق. واكد الشلق أنه لو تم تحسين التعامل مع سيناء بتعميرها ستحل أزمة الوادي المتكدس وكذلك يتم حماية الأمن القومي، داعيا إلى ضرورة أن نعي ما مر بتاريخنا ونصحح أخطائنا وان نقف عن التغني بسيناء وأن نفعل شيئا عمليا لنجعلها جزء مرتبط بشرايين هذا الوطن. وقال الكاتب حلمي النمنم، إن الكتاب هو شهادة ضد المثقفين والكتاب والدولة المصرية في الأربعين عاما الأخيرة فالكتاب تم طبعه في عام 1975 واحتوى على ما ينبغي أن تقوم به مصر بعد تحرير سيناء ولم ينفذه أحد. وأضاف أن سيناء تم إهمالها منذ تحريرها وهو ما ساهم في ظهور اللصوص الحاليين في سيناء والكتاب كشف هويتهم. وأوضح النمنم أن الكتاب يضع أيدينا على 3 أعداء لسيناء وهو العدو الصهيوني والمشروع التركي أو ما يسمى كذبا مشروع الخلافة الإسلامية والذي يعد خيانة لمصر لأنه يسعى لإلغاء البلد وجعلها مجرد ولاية تتبع لدولة الخلافة. ولفت النمنم إلى تصريح إرهابي بتنظيم داعش في الصيف الماضي قال فيه أن التنظيم يعتبر سيناء جزء من بلاد الشام وذلك ضمن دعوتهم للخلافة. وأكد النمنم أن هذا الكتاب يضع يده بوضوح تام على الحقائق التي نعيشها الآن حيث نواجه خطر من الإرهابيون وكذلك داعش، لافتا إلى انه عندما جاء محمد مرسي وخيرت الشاطر وحركة حماس أرادوا انتزاع جزء من سيناء لضمها إلى غزة وأغراهم ضعف الدولة المصرية وتخاذلها لحد الخيانة. وقال النمنم أنن الكتاب شهادة ضد الجامعات المصرية ومراكز الأبحاث لأنهم لم يتوجهوا لسيناء لعمل أبحاث كما يفعل الآخرين، ويكتفي بعضهم بسرقة الرسائل والحصول على الدرجات العلمية فالسرقة جريمة مخلة بالشرف إلا في الجامعات المصرية يحول لمجلس تأديب وينتهي الأمر بذلك. وانتقد النمنم من يروجون إلى أن سيناء منزوعة السيادة سمح لطمع الجماعات الإرهابية وداعش فيها. ولفت إلى أن رجب اردوغان يريد أن يعيد زمن الغزو العثماني ولا يجد وسيلة لتحقيق ذلك سوى باستغلال اسم الإسلام.