أكد المشاركون في ندوة قاعة "كاتب وكتاب" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، خلال مناقشة كتاب "قناة البحرين الإسرائيلية .. مؤامرة القرن" تأليف اللواء جمال يوسف، أن الهدف من إنشاء مشروع قناة البحرين الأحمر والميت، والتي تنوى كل من إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية إنشائها لوصل البحرين الأحمر والميت، هو تحقيق الحلم الصهيوني في مشروعات إقامة الشرق الأوسط الجديد بما له من أهمية إستراتيجية على المنطقة وتأثير سلبي مباشر على الأمن القومي المصري والعربي. وقال الدكتور مصطفى الفقي الذي أدار الندوة، أن الكتاب يدور حول موضوع يرتبط بأوضاعنا التي تمر بها المنطقة الآن، مشيرا إلى انه مرتبط بمجموعة المحاولات التي تستهدف مصر. وأضاف الفقي أن مصر تواجه ضغوطاً خارجية وداخلية وهذا أمر غير مسبوق ولم نر مصر مستهدفه كما هي الآن. وتابع: أن هناك محاولات لضرب شخصية مصر وهويتها من خلال النيل، أو قناة السويس، مضيفا أنها عملية تشويه للهوية، مشيراً إلى أن بعض الأشقاء يساعدون الغرب، إما بوعي أو بغير وعي في التأثير على مصر. من جانبه قال اللواء جمال يوسف، مؤلف الكتاب، أن سبب تناول هذا الموضوع يعود إلى قراءتي عام 2006 خبر عن اتفاق بين إسرائيل والأردنوفلسطين، لإنشاء قناة البحرين التي تصل بين البحر الأحمر والميت. وتابع: أن فكرة التي يتناولها الكتاب هي فكرة قديمة وتعود إلى مؤسس الدولة الإسرائيلية في القرن ال19 حيث أدركوا أن القوة الرئيسية التي تعوق إقامة الدولة هي مصر، وبالتالي لابد من التأثير السلبي على مكانتها وذلك بالتأثير على قناة السويس. وأوضح يوسف أنه في عام 2003 كانت الفكرة مطروحة من الجانب الأردني ورفضها الجانب الإسرائيلي بسبب أن فلسطين سيكون لها الحق في هذه المياه ثم عادت ووافقت عليها في عام 2005، لافتا إلى أن الدول الثلاث الموقعة على الاتفاق تدعي أن سبب إنشاء القناة هو الحفاظ على البحر الميت الذي انحسرت المياه عنه بسبب تحويل روافد نهر الأردن من قبل إسرائيل. وأشار إلى ان إسرائيل تحولت من جاني إلى حامي للبيئة بسبب ترويجها لمشروع قناة البحرين أنه إنقاذ للبحر الميت من الانحسار، موضحا أن الأردن ترغب في تحليهة المياه بالبحر الميت بتكنولوجيه إسرائيلية من خلال توصيله بالبحر الأحمر. ودعا الشباب إلى إدراك أن هناك أمن قومي مصري يتطلب المعرفة والعلم والترفع عن الخلافات السياسية. وأكد مؤلف الكتاب أن حروب المياه القادمة ليست حروب عسكرية وإنما هي حروب عن طريق العلم الذي بدونه لن نستطيع مواجهة الأعداء. وأوضح يوسف أن هناك سبل للدفاع وهو إعاقة تنفيذ المشروع وهو دفاع سلبي، وهناك دفاع أخر وهو ضرورة إقامة مشروعات تقضي على هذا المشروع، لافتا إلى أن مشروع قناة السويس هو أحد تلك المشروعات، الذي يتطلب تعمير سيناء للمساهمة في تنمية القناة. ودعا يوسف إلى قيام الدولة بجذب استثمارات أجنبية عالمية للاستثمار في سيناء لخلق مصالح مشتركة مع دول العالم، وشدد المؤلف أنه لا يوجد الآن أدبيات في السياسة ، وأن المسيطر هي المصالح التي تسعى كل دولة لتحقيقها حتى لو على حساب دولة أخرى. وأكد المؤلف أن إنشاء قناة البحرين ليست نهاية الحلم الصهيوني وإنما بدايته إذ يرغبون بعد الانتهاء منها، إنشاء قناة تصل بين البحر الميت والبحر المتوسط لخلق قناة موازية لقناة السويس. وقال الدكتور محمود أبو زيد وزير الموارد المائية الأسبق، إن الكتاب هو مرجع فني سياسي ويجيب على تساؤلات كثيرة عن مستقبل المنطقة. وأضاف أن البنك الدولي ساهم بمليار دولار من أجل تنفيذ هذا المشروع. واستكمل قائلا: إن توصيل البحر الميت بالبحر المتوسط سيكون من خلال اختراق صحراء النقب وذلك لقتل قناة السويس، كما يفكرون في إنشاء قناة سكك حديد موازية للقناة. ولفت أبو زيد إلى أن جزء من هدف إنشاء محور قناة السويس الجديد هو مواجهة التحرك الصهيوني الخبيث، الذي يستهدف القضاء على مستقبل مصر في هذه المنطقة. وأكد أبو زيد أن جزء من إنشاء قناة البحرين لدى إسرائيل استغلال المياه في المفاعلات النووية التي ينوون إقامتها في المنطقة. ومن جانبه أوضح حسام حسن عبد الكريم عضو إدارة التخطيط والاستراتيجيات بهيئة قناة السويس، أن إسرائيل طلبت من البنك الدولي دعم مشروع إنشاء قناة البحرين تحت دعوى أن الهدف من إنشائها هو بهدف بيئي. وأوضح عبد الكريم أن تنمية قناة السويس هو أكبر رد على مخاوف الكثيرين، مؤكدا أنه لن تتمكن إسرائيل من إنشاء قناة البحرين خاصة و أن مصر دائما تسبقها بخطوة وهو ما يمنع الدول من مساندة المشروع الإسرائيلي.