قلل خبراء من أهمية مشروع "قناة البحرين"، التي تربط البحر الأحمر بالبحر الميت، واحتمالات تسببها بآثار اقتصادية سلبية على قناة السويس، بينما رجح آخرون أن يُخَلِّفَ المشروع تجاذبا بين الدول المستفيدة، وهي إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. وقال فخري الفقي، الخبير الاقتصادي والعضو السابق بصندوق النقد الدولي، إن المشروع الذي وافق عليه البنك الدولي أمس، بحسب ما ذكرت صحف إسرائيلية، سيصل البحرين الأحمر والميت عبر أنبوب، استغلالا للانحدار والميل الشديد للبحر الأحمر باتجاه الميت، للتقليل من نسبة الملوحة العالية في البحر الميت واستغلال المياة في التحلية من جانب، ومن جانب آخر إنشاء محطة توليد كهرباء عملاقة من المياه المنحدرة. وأوضح الفقي، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، أن إسرائيل تقدمت بثلاثة اقتراحات لنقل المياه؛ الأول عبر قناة، والثاني عبر نفق، والثالث عبر أنبوب، ووافق البنك على الاقتراح الأخير، وهو الأقل تأثيرا على قناة السويس ومصر، لأن تنفيذ الاختيار الأول كان يعني تقليل وتهميش قناة السويس وله تكلفة باهظة، أما الأنبوب فتكلفته عشرة مليارات دولار ويتم تنفيذه في ثلاث سنوات بتمويل من البنك الدولي، الذي لم يتطرق لنسبة التمويل. وكشف الفقي عن آثار المشروع السياسية، التي تتلخص في أنه سيحقق استفادة كبيرة لإسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وليس غزة، وبناء على ذلك توقع أن يحدث تجاذب بين الدول الثلاث طالما هناك مصالح مشتركة بينهم، ولم يستبعد أن يحدث توافق بينهم، ما قد يغير قواعد اللعبة السياسية لصالح إسرائيل. ونشرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن البنك الدولي أعلن رسميا موافقته على دعم مشروع قناة البحرين، مضيفة أن البنك ذكر في تقرير له أنه يؤيد البدء فورا في العمل بالمشروع، نظرا لأنه سيحقق كثيرا من المميزات، سواء للأردن أو إسرائيل.