فى وقت تؤكد فيه الحكومة الأردنية أن كلا من مشروعى «ناقل البحر الأحمر» و«ناقل البحرين» من أهم المشاريع الاستراتيجية للبلاد، رابع أفقر دولة من حيث مصادر المياه فى العالم، اعتبر خبير المياه ونقيب الجيولوجيين الأردنيين السابق جورج حدادين أن كليهما «صهيونى»، وأن ما يقال عن كونهما ينفذان لإنقاذ البحر الميت هو كلام «غير دقيق»، ذلك أن البحر الميت تعرض فى تاريخه إلى موجات جفاف حادة أدت إلى تراجع مناسيبه إلى أقل مما هو عليه الآن. مشروع «ناقل البحرين» رأى النور مطلع عام 2008 بعد أن وقع الأردن اتفاقا لدراسته من قبل البنك الدولى، والسلطة الفلسطينية، وإسرائيل، وتمت إحالة دراسة الجدوى إلى شركة فرنسية وأخرى بريطانية لتقييم الأثرين البيئى والاجتماعى، ومن المتوقع استكمال هذه الدراسات نهاية عام 2010 أو بداية 2011 ليتم بعدها السير فى المشروع، المرجو منه أن يزود الأردن بحوالى (570) مليون متر مكعب من المياه، حسب وزير المياه رائد أبوالسعود، رغم أن تنفيذه قد يستغرق عقودا، ويقول أبوالسعود إن «ناقل البحرين» يهدف إلى نقل المياه من البحر الأحمر إلى البحر الميت وتحليتها وضخ المياه الناتج بعد التحلية إلى البحر الميت بهدف الحفاظ عليه كأحد أهم المعالم الحضارية فى العالم. ولأن المشروع قد يستغرق من 20 – 25 عاما لتنفيذه، استبقت الأردن نتائج دراسة البنك الدولى وكشفت عن مشروعها الجديد «ناقل البحر الأحمر» فى مايو الماضى، لتثير مزيدا من قلق دول مجاورة على رأسها مصر، المتضررة من المشروعين وادى عربة. وبينما أكد الوزير أن المشروع هو عبارة عن أنبوب للمياه لا تشكل أى تهديد لا من قريب ولا من بعيد لقناة السويس، اتفق معه خبراء مياه أردنيون فى عدم تأثيره سلبا على قناة السويس، لكنهم اعتبروا أن المشروعين وجهان لعملة واحدة، وأنهما صهيونيان، منذ بدأت الفكرة بقناة البحر «المتوسط – الميت»، ثم تحورت فى السيناريو الثانى الذى صار موضوع التنفيذ مؤخرا وهو قناة «الأحمر - الميت». وقال خبير المياه جورج حدادين، إن المشروع الخاص بقناه البحرين بدأ منذ 1854 لمواجهة احتمال تعطل قناة السويس فى وجه القوى الاستعمارية، وبناء على هذه الرؤية تم تصميم المشروع لربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط.