واشنطن: كشف مسئول أمريكي رفيع المستوى أن وكالة الاستخبارات المركزية "سي اي ايه" اضطرت الى سحب رئيس عملياتها في باكستان وسط تهديدات على حياته ، فيما قتل 60 شخصا خلال 24 ساعة في سلسلة غارات نفذتها طائرات امريكية بدون طيار على مناطق القبائل الباكستانية. وقال المسئول ،الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، "هذا المسئول الاستثنائي الذي عمل في باكستان لفترة تتجاوز الفترة المعتادة يعود الى الولاياتالمتحدة بعد اتخاذ قرار بان التهديدات الارهابية الموجهة ضده في باكستان خطيرة لدرجة انه من سيكون من التهور عدم التحرك بشانها". ولم يورد المسئول الذي طلب عدم الكشف عن هويته اي تفاصيل حول طبيعة التهديدات الموجهة الى رئيس العمليات في باكستان الذي يشرف بصفته تلك على الضربات الجوية التي تشنها طائرات بدون طيار على المناطق القبلية غرب باكستان. وبدوره ، نفى مسؤول في جهاز الاستخبارات الباكستانية أن يكون لإدارته أي دور في الكشف عن هوية مدير مكتب وكالة الاستخبارات الأمريكية في إسلام أباد وإجباره على الرحيل بعد تعرضه لتهديدات بالقتل. ومن جانبها ، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه تم تهريب المسئول بعد ان كشف اسمه الذي يفترض ان يبقى سريا في دعوى رفعها باكستاني بحقه بتهمة قتل ابنه وشقيقه في عملية قصف شنتها طائرة امريكية بدون طيار. وكتبت الصحيفة نقلا عن مسئولين امريكيين ان الولاياتالمتحدة تشتبه بان اجهزة الاستخبارات الباكستانية الواسعة النفوذ هي التي سربت اسم المسئول، ردا على ملاحقات قضائية في نيويورك باشرتها عائلات ضحايا امريكيين لاعتداءات بومباي عام 2008، ولا سيما بحق رئيس اجهزة الاستخبارات الباكستانية احمد شوجا باشا. إلى ذلك ، أعلن مسئولون باكستانيون أن غارات نفذتها طائرات امريكية بدون طيار في الساعات ال 24 الاخيرة على اهداف في منطقة خيبر القبلية الباكستانية المحاذية للحدود مع افغانستان اسفرت عن مقتل 60 شخصا تقريبا. وقالوا إن 50 على الاقل قتلوا في ثلاث غارات استهدفت وادي تيرا، وذلك بعد يوم واحد من غارة قتلت 7 في منطقة مجاورة. ووقعت اولى الغارات الاخيرة في الساعة الثامنة من صباح الجمعة بالتوقيت المحلي في وادي تيرا قتل فيها سبعة من مسلحي حركة طالبان واصيب 11 عندما ضرب صاروخ آليتين في منطقة ساندانا في الوادي المذكور. ولم تكد تمضي دقائق قليلة حتى وقعت غارة ثانية في منطقة سبين درانج استهدف فيه مبنى كان يعقد فيه مسلحون تابعون لحركة "عسكر اسلام" ، مما اسفر عن مقتل 32 شخصا بمن فيهم قادة بارزون في الحركة. ووقعت الغارة الثالثة عصر الجمعة في منطقة ناراي بابا اسفرت عن مقتل 11 مسلحا كلهم من منطقة وادي سوات كانوا قد لجأوا الى ناراي بابا هربا من العملية التي ينفذها الجيش الباكستاني في منطقتهم. وكان سبعة على الاقل من المسلحين التابعين لحافظ جل بهادر، احد زعماء حركة طالبان، قد قتلوا في غارة مماثلة يوم الخميس. في هذة الاثناء ، أعلن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأدميرال مايكل موللن أن بمقدور الجيش الباكستاني القضاء على مخابئ طالبان في الأراضي الباكستانية لمنع المتمردين من التنقل عبر الحدود الأفغانية الباكستانية المفتوحة. وأكد الأدميرال مولن أن حل هذه المشكلة يتسم بأهمية حاسمة لتحقيق تقدم في الحرب. وقال موللن في مؤتمر صحفي عقده في كابول بعد إعلان الرئيس أوباما نتائجَ المراجعة التي أجرتها إدارته على الإستراتيجية الأمريكية في أفغانستان "إذا كنت سأجري تقييما للأمور التي تغيرت خلال فترة العامين الماضيين في باكستان، آخذا بعين الاعتبار عملياتها العسكرية، وتركيزَها، فأنني سأقول إن من الممكن أن تحقق القوات العسكرية الباكستانية هدفها في ملاحقة المسلحين، وغلق ملاذاتهم الآمنة". ولكنه أكد أنه متفائل بما حققته باكستان لملاحقة المتمردين على جانبها من الحدود. وأضاف "هذا الأمر يتعلق بباكستانوأفغانستان ويتعلق بالمنطقة أيضا. فتركيز القاعدة هو على المنطقة بما فيها أفغانستان وكذلك باكستان وهذا أمر مهم. لقد حققنا تقدماً كبيراً على تنظيم القاعدة خلال السنة الماضية، منذ أن أعلن الرئيس الإستراتيجية، ونحن عازمون على الحفاظ على زخمنا وتركيزنا".