شهدت مكتبة الإسكندرية مساء أمس ندوة للدكتور اندرس جونسون؛ سكرتير عام الاتحاد البرلماني الدولي، تحدث فيها عن النظم الديمقراطية والتجارب العالمية في بناء برلمانات ما بعد الثورات. وأدار الندوة الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية.
وأكد جونسون في بداية كلمته على أنه لا يمكن بناء البرلمان الديمقراطي الجديد على نفس الآليات والأدوات التي أسقطت البرلمان القديم.
مبينًا أن الدول التي تمر الآن بمراحل انتقالية بعد الثورات يمكن أن تستفيد من التجارب العالمية في بناء برلمانات على أسس ديمقراطية.
وتحدث جونسون عن مجموعة من التحديات التي تواجه الدول عند بناء البرلمانات؛ مشيرًا إلى أن أكبر التحديات هي ضمان بناء برلمان يتمتع بالشفافية والانفتاح والمسئولية، وأن يمثل كل التيارات السياسية، وأن يكون فاعلاً.
وأكد أن البرلمان القادم في مصر يقع على عاتقه مسئولية كبيرة، إذ سيقوم باختيار اللجنة التأسيسية التي ستقوم بوضع دستور جديد للبلاد.
ومن ثم يجب أن تتوافر فيه جميع الصفات السابقة. وأضاف أن البرلمان المقبل أيضًا سيتحمل كم كبير من العمل، إذ سيكون عليه مسئولية تعديل عدد كبير من القوانين التي كانت سارية في عصر النظام السابق.
وأشار إلى أنه من أكبر التحديات التي يمكن أن تواجه البرلمان القادم في مصر هي أن يكون برلمان متعدد الأحزاب.
مشددًا على أهمية أن يتدرب أعضاء أي برلمان متعدد الأحزاب على كيفية الاستماع والحوار والتفاوض والتوصل إلى حلول سويًا.
وقال أيضًا أنه من المحتمل ألا يكون لمعظم المشاركين في البرلمان الجديد خبرة مشاركة في أي برلمانات سابقة، لذا يجب أن يكون هناك وعي بأسس العمل وآليات محددة مسبقًا لمساعدة نواب البرلمان على تنفيذ مهامهم.
وشدد على أهمية أن يتمتع البرلمان الجديد بالقدرة على معرفة مطالب واحتياجات الشعب، والعمل وفقًا لسياسة تتيح للبرلمان تحقيق توقعات الشعب، وتحديد آليات تضمن وصول مقترحات ومتطلبات كافة أطياف الشعب إلى البرلمان.
وقال جونسون إن مصر يمكنها الاستفادة من تجارب وضع الدستور في دول أوروبا الوسطى في الثمانينيات وبعض الدول الإفريقية في التسعينيات.
مبينًا أن الشعب المصري يتوقع أن تتم مراحل وضع الدستور بقدر كبير من الشفافية، ولذلك يجب استغلال هذا الوقت بحكمة والتعرف على متطلبات الشعب قبل تكوين اللجنة التأسيسية..
وأكد أن بناء برلمان جديد بعد الثورة لا يعني بالضرورة إلغاء جميع الأسس والقواعد التي يقوم عليها البرلمان القديم.
كما أنه من الضروري الالتفات إلى ثقافة الحوار والجدال والتفاعل والعمل على تقوية تلك الجوانب بين الأفراد قبل انتخاب البرلمان الجديد.
وفي الختام، قال جونسون إن الأسس التي تقوم عليها معظم البرلمانات القائمة حاليًا تم وضعها منذ سنوات طويلة.
ولذا فإن تلك البرلمانات لم تقم حتى الآن بتغيير قواعد وآليات العمل لتتماشى مع واقع وتحديات القرن الحادي والعشرين.
مؤكدًا أن الشعب المصري يتمتع الآن بفرصة ذهبية لبناء برلمان جديد على أسس ديمقراطية تتلائم مع واقع هذا القرن.